موجوعين

تلفزيون الخبر في منزل الشهيد عامر أحمد المحمد في ذكراه السادسة

“في وقتٍ متأخر من ليل شباط البارد من العام 2012 دخل عليّ رئيس الحرس أسامة كاكور، وأيقظني من النوم قائلاً إن “النقيب عامر يريد الدخول إلى مكان عملي لأمر هام”، كان هذا الليل هو الليل الأخير لأخي الشهيد عامر المحمد الذي استشهد في 24 – 2 – 2012” هذه كانت الكلمات الأولى لشقيق الشهيد عامر في الذكرى السادسة على استشهاد أخيه.

وقال عماد المحمد أخو الشهيد عامر لتلفزيون الخبر “خرجت لاستقبل أخي، وكان منظره مختلفاً قليلاً، بعد أن قص شعره ولحيته”.

وأضاف “بدأ التحدث عن الشهادة والوطن قائلاً إن “الحرب ستكون شرسة، لم أفهم حديثه، إلا عندما قال لي “أنني سأستشهد غداً في مهمة حلفايا”.

وتابع عماد “طلب مني أن أكون رجلاً جسوراً في حال استشهد، كذلك أعطاني الرقم السري لهاتفه الجوال وحاسوبه الشخصي، و أيضاً مبلغاً من المال كمصاريف للعزاء” بينما أنا وسط ذهولٍ تام.

وتابع أخو الشهيد “طلب مني الشهيد ألا تخرج أمي في أي مقابلة تلفزيونية وهي تبكي، وهددني أنه لن يسامحني عند الله إن تركتها تبكي” ثم غادر دون أن ينتظر جوابي.

وفي صباح 24 – 2 – 2012 عند مدخل حلفايا، رفض أحد الضباط القادة أن أكون أنا وأخي عامر في نفس العملية قائلاً “ممنوع لأخين أن يكونا في معركة واحدة، هذه التعليمات يجب تنفيذها”، يشرح عماد.

و تابع “بعد محاولات عدة سُمِحَ لنا أن نخوض اليوم الأول فقط من المعركة سوياً، و أن ننفذ الأمر اعتباراً من اليوم الثاني، لأكون شاهداً على استشهاده”.

وأكمل “بعد مضي ساعات من الاشتباكات مع العناصر المسلحة، تمكنّا من دخول البلدة، وفي أحد الشوارع وقف الشهيد يوجه عناصره على جهاز اللاسلكي، كنت أقف بعيداً عنه بعدة أمتار قبل أن يُصاب بطلقة قناص، قائلاً عبارته التي لن أنساها ” كأني تصاوبت يا عماد “.

وأضاف أخو الشهيد “ركضت باتجاهه وألهمني الله الصبر كي أرفعه عن الأرض، وأسعفه إلى المشفى الوطني في حماة، وفي الطريق تذكرت حديثه لي ليلاً وأنه سيستشهد، فتركته في المشفى وعدت إلى مهمتي في حلفايا “.

و ختم عماد المحمد أخ الشهيد عامر “في اليوم الثاني قمت بنقل جثمانه بسيارة إسعاف إلى حمص، و أبلغت عائلتي وصيّة الشهيد، وبعدها لم تبك أمي يوماً أمام كاميرا أو مذياع”.

و اليوم بعد مرور ستة أعوام على استشهاد الرائد عامر المحمد، نذكر أن الشهيد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال قبل استشهاده، أولها في منطقة جاسم، والثانية عندما أطلق مسلحون قذيفة هاون على مكتبه، لتأتيه بعدها اتصالات هاتفية من خارج سوريا معظمها أرقام سعودية وأردنية وتهدده بالقتل.

وفوجئ الشهيد مرة، باتصال من رقم خارجي وظنه في البداية كبقية الأرقام التي تهدده بالقتل، ولكن كان هذه المرة من امرأة تعمل في منظمة “هيومن رايتس ووتش” متهمة إياه بأعمال غير إنسانية.

وكان جوابه ” كنت أدافع عن عناصري، والأفضل لك هو الاتصال بالمجموعات التي هاجمت النقطة وحاصرتها، فالعسكري أيضاً إنسان وله عائلة وأولاد” فلم يرق لها الكلام وأنهت المكالمة.

يذكر أن “الشهيد الرائد عامر أحمد المحمد ولد في 14-2-1980 ودرس في مدارس حمص، حتى تطوعه في الكلية الحربية عام 1999 وتخرّج منها عام 2002 برتبة ملازم اختصاص –إشارة وتم فرزه إلى الفرقة التاسعة في درعا”.

و بدأ حياته العسكرية في مفرزة حماية مساكن الصنمين في درعا، ثم انتقل إلى منطقة جاسم، ومنها إلى حلفايا بريف حماة ليسشتهد فيها أثناء مهمة قتالية.

يذكر أن “الشهيد الرائد عامر المحمد عازب، وهو ابن عسكري متقاعد، وأخوه الأكبر منه المقدّم عمّار أصيب أيضاً في عام 2013 بطلقة قناص في الرأس، خلال معارك تدمر، وخضع لعدة عمليات قبل أن يتعافى، كذلك له أخ أصغر سناً ، أصيب أيضاً خلال المعارك التي شهدها ريف مدينة حماة عام 2012”.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى