كاسة شاي

مارلون براندو أيقونة هوليوود

الدون “فيتو كورليوني” أو “الأب الروحي” أحد أشهر الشخصيات التي ظهرت في هوليوود، والتي أداها النجم الراحل مارلون براندو، الذي يٌلقب أحيانا بالممثل الأكثر تأثيراً في تاريخ السينما الأمريكية.

مارلون براندو، ممثل ومخرج وناشط سياسي أمريكي، تولد سنة 1924 في ولاية أوماها الأمريكية وهو من أصول أوروبية.

برز نجاح براندو السينمائي في سنة 1951 في أحد أشهر أفلام هوليوود “الرغبة”، وتجربة براندو في دور البطل “ستنالي كولوسكي” تعد علامة فارقة في حياته حيث ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل.

وتعد فترة الخمسينات الفترة الذهبية للسينما ولبراندو أيضاً، فلا يمكن أن يسقط من ذاكرة السينما دوره التاريخي مارك أنتوني في يوليوس قيصر، عن مسرحية شيكسبير في 1953 .

بعدها بعام، نال براندو الأوسكار على أدائه كأفضل ممثل عن فيلم “الواجهة البحرية” الذي يدور حول الجريمة والعنف ولكنه لم يكن سعيداً لأن هذا التاريخ تزامن مع ذكرى وفاة أمه.

لم يضع براندو بصمته فقط في عالم السينما فحسب، بل غير صيحات الموضة مع سترته الجلدية ونظاراته الـ”Ray -Ban ” و قبعته المميزة، فأصبح أيقونة في الفن والفاشيون .

شهدت فترة الستينات والسبعينات تراجعاً في حياة براندو الفنية تأثراً بنشاطاته السياسية، منع من التمثيل لفترة بناءاً على طلب الحكومة الأمريكية وفي هذه الفترة شارك في أفلام صغيرة، تحمل رسائل سياسية وحقوقية لمناصرة قضايا الشعوب .

عام 1972 كانت اللحظة الحاسمة في حياة براندو وربما في حياة السينما الحديثة، ليظهر على الشاشة بدور Don.Vito Corleone وبصوته الأجش ومظهره الصارم، كبير عائلة كوريليوني في فيلم العراب أو “the Godfather ” وربما يرجع الفضل للمخرج العظيم ”فرانسيس فورد كوبولا” الذي أصر على براندو رغم رفض المنتجين له بسبب مشاكله مع الحكومة الأمريكية في السنوات الأخيرة.

لم يتعامل براندو مع الفن كمهنة ولكنه وسيلة لتوصيل رسالته، فالأشقر دافع باستماتة عن حقوق الزنوج في أمريكا، وكان صديق مقرب لمارتن لوثر كينغ، ودافع عن حقوق الهنود الحمر واستغل كل الطرق لإبداء رأيه.

و كانت إحدى أهم رسائله حين رفض جائزة بقيمة الأوسكار عن دوره في فيلم “العرّاب” وأرسل بدلاً منه فتاة من أصول “الهنود الحمر” بزيها التقليدي لإلقاء كلمة حول حقوق الإنسان والحرية ليدخل الجميع في نوبة تصفيق حاد بعد هذا الخطاب ليس لعبقرية براندو الفنية ولكن لعبقريته الإنسانية.

ويشبه براندو بالمحرر لنجوم هوليوود من مثالية كاري جرانت، وهنري فوندا، وهو أيضاٌ الأب الروحي لـ روبيرتو دنيرو، وآل باتشينو، وداستن هوفمان، وجاك نيلسون ليحلقوا في فضاء أوسع بعيد عن النمطية وعن الوضوح، وعبر عنها جاك نيلسون بجملته الشهيرة “لقد منحنا حريتنا”.

آخر أفلام براندو The Score والذي شاركه البطولة فيه روبيرتو دنيرو الذي يعتبره الكثيرون “خليفة براندو” ويعد من أفلام هوليوود الواقعية حول العصابات.

ولم يحقق براندو في حياته، نموذج عائلة “فيتو كورليوني” المترابطة التي قدمها في السينما، بل على العكس فشل في ثلاث زيجات وفقد ابنه الأكبر بالسجن أما ابنته انتحرت عام 1995 .

رحل الأب الروحي في 1 تموز سنة 2004 بسبب فشل رئوي عن عمر الـ 80 سنة ولكنه ترك بصماته القوية على شاشات التلفزيون وفي قلوب جميع المضطهدين في جميع أنحاء العالم.

متابعة – عزام علي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى