رياضة

ساعات قبل “غضب” اللاذقية.. “هدنة حذرة” في تشرين و”ترهيب وترغيب” في حطين

تشهد مدينة اللاذقية مساء الجمعة كرنفالها الرياضي السنوي، ويتوجه اللاذقيون إلى ملعب الباسل لمتابعة المباراة الأكثر جماهيرية في سوريا بين قطبي مدينتهم بكرة القدم “تشرين وحطين” والتي سجلت أعلى رقم تعهيد لمباراة في الدوري السوري وبلغ 5 مليون و200 ألف ليرة سورية.

توازي أهمية مباراة “ديربي” اللاذقية بالنسبة لمتابعيها بطولة كاملة بحد ذاتها إن كان بالتنافس على أرض الملعب أو على المدرجات، فالتحضيرات بدأت قبل أكثر من اسبوع ورغم أن الناديين يعانيان من سلسلة نتائج سلبية و أوضاع إدارية غير مستقرة، فإن للمباراة خصوصيتها التي تلغي الفروق والمراكز وجميع الاعتبارات الأخرى .

ومباراة “ديربي الغضب” كما يحلو للمشجعين تسميتها تشكل مناسبة مهمة لمصالحة كل ناد لجماهيره المستائة ، والفائز في الديربي لا يرحم الخاسر ولن يوفر كل عبارات الشماتة والسخرية بحقه.

وحتى في حال خروج الفريقين متعادلين من أرض الملعب يتهم الجانبان بعضهما بالاستفادة من نقطة التعادل أو يتهم الجمهور “أصابع خارجية” في فرض نتيجة التعادل من أجل منع الشغب والفوضى.

الأجواء في نادي تشرين الذي تراجع ترتيبه إلى المركز السادس تظهر كما لو ان المصالحة والمحبة تربط كل كوادره وداعميه الذين لم يوفروا فرصة للضرب ببعضهم الاسبوع الماضي لكن يبدو ان لموقعة حطين حساباتها التي فرضت مشهد المصالحة .

فالجوقة التشرينية المتخاصمة اجتمعت في مشهد ودي يوم الجمعة الماضي لحضور مباراة فريقهم مع الطليعة وبدا ان كل شخص وضع خلافاته ومصالحه جانبا ريثما تمر مباراة الديربي.

والمتابع لحالة نادي تشرين يشعر بالملل من “حكاية ابريق الزيت” ويعرف بأن الهدوء الذي يحدث الآن ما هو إلا هدنة مؤقته سيتبعها عاصفة فضائح لا محالة إما على صفحات الفيسبوك أو على صفحات الصحف كما حدث مؤخرا من تراشق للاتهامات في صحيفة الرياضية.

ويتعتبر جمهور تشرين نفسه الخاسر الأكبر من خلافات أشخاص وداعمي ناديهم ويتهم الكثير من التشرينيين بعض الداعمين بتراجع نتائج الفريق هذا الموسم وخسارة نقاط ومباريات سهلة بسبب حالة “عدم المحبة” وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة النادي الأحمر والأصفر.

أما على الجانب الحطيني فالمشهد ليس بأفضل حالا ، خسارة حطين أمام النواعير بأربعة أهداف في الاسبوع الماضي شكلت صدمة للفريق الازرق ودفعت الإدارة إلى عدد من الاجراءات والعقوبات القاسية بحق اللاعبين.

وعقد مجلس ادارة حطين على خلفية الخسارتين الأخيرتين أمام الجيش والنواعير اجتماعا طارئا ناقش فيه المستوى الفني والانضباطي للاعبين وقرر تعليق كافة المستحقات المالية لجميع اللاعبين في فريق الرجال بسبب الأداء والنتائج غير المرضية.

كما أنذر عدد من اللاعبين وفرض عقوبات مالية عليهم بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة على أمل تقويم سلوكهم وإعادة الالتزام بالتعليمات ورص الصفوف الحطينية قبل مباراة الديربي .

وعلى هذا الاساس وعدت إدارة حطين بأن الإفراج عن المستحقات المالية مرتبط “بالمستويات والأداء الرجولي والنتائج الإيجابية في مباراتي الجهاد وتشرين” ويبدو ان سياسة العقوبات والمكافآت أثمرت عن فوزا هاما على الجهاد بثلاثة أهداف نظيفة يوم الثلاثاء بانتظار موقعة تشرين يوم الجمعة.

وتحضيرا للإقبال الجماهيري المتوقع قام المسؤولون عن ملعب الباسل بتوسيع مساحة جلوس المشجعين على المدرجات عبر تقريب الحواجز الحديدية من بعضها وبالتالي تصغير مساحة “الأمان” بين جمهوري الفريقين.

وبالأرقام مباراة يوم الجمعة القادم هي رابع مباراة بين الفريقين في الدوري السوري بعد اشتعال الأزمة في سوريا حيث لعب الفريقان مباراتين في الموسم الماضي انتهى كليهما بالتعادل السلبي ومباراة واحدة في ذهاب الموسم الحالي انتهت بفوز تشرين.

أما تاريخيا يتفوق تشرين بعدد مرات الفوز على حطين بينما يتفوق حطين بعدد الأهداف المسجلة في مباراة واحدة وهي نتيجة 6-1 التي حدثت في موسم 1998.

وآخر فوز لتشرين على حطين كان يوم الثلاثاء 24 تشرين الأول 2017 في ذهاب الموسم الحالي وانتهت 3-1 سجلها عبد الإله حفيان ومحمود البحر وعمر ريحاوي بينما آخر فوز لحطين على تشرين في الدوري كان منذ 11 عام وتحديدا يوم الجمعة 20 نيسان 2007 بنتيجة 1-0 سجله سيد بيازيد.

ويشكل ديربي اللاذقية بكل تفاصيله وتحضيراته حديث الشارع في المحافظة الساحلية قبل المباراة باسابيع وبعدها بأيام ويأمل المشجعون أن يسود المباراة الروح الرياضية وألا تنتهي “بفرض التعادل” كما حدث الموسم الماضي حسب ما أكد معظم المتابعين.

كيان الجمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى