فلاش

مسؤول في حزب البعث يطمس عبارات توعوية عن خطر الزواج المبكر متذرعاً أنها “ لا تناسب المجتمع المحلي “

أقدم أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة التل، على التوجيه بشطب عبارات توعوية، قام شباب متطوعون بكتابتها، عن مخاطر الزواج المبكر وأهمية التعليم، واستبدالها برسوم “ بوالين وشجيرات “ .

وكان مجموعة من الشباب المتطوعين في جمعية “نور”، المرخصة أصولاً، قاموا بطلاء جدران مدرسة “الشهيد ذوقان محمد قيمي “ التي كانت مشوهة، وقاموا بتجميلها، وكتابة عبارات توعوية مثل “الزواج المبكر .. حرمان المجتمع من سيدات متعلمات“.

ومن العبارات “أنا طفلة صغيرة .. لا تجعلوني أماً صغيرة “ و”العمل التطوعي غير إجباري.. لكنه واجب“، و”التعليم للجميع“ وغيرها.

وبحسب مصادر محلية، أثارت هذه العبارات، والخطوة الإيجابية للمجموعة الشبابية، على عكس المتوقع، أمين شعبة الحزب في المنطقة، الذي ثارت ثائرته ، وأرسل من يطمس هذه العبارات بالدهان .

وزاد المسؤول البعثي “ الطين بلة “ حين وجه برسم شجيرات وغيوم وبوالين .. وخلافو ، فوق عبارات التوعية ، لطمسها عن بكرة أبيها ، ومع ذلك ظلت العبارات ظاهرة من خلف الغيوم (وفق ما تبين الصور).

واعتبر عدد من الشباب الذين التقاهم تلفزيون الخبر ، من السكان المحليين، أن ما قام به أمين فرع الحزب يمثل إساءة، ولا يمثل حزب البعث وفكره الذي طالما ارتبط بقضايا الشباب والمجتمع.

وقال عبد اللطيف البني المفوض من قبل جمعية نور للاغاثة والتنمية بالاشراف عمل الجمعية في منطقة التل في تصريح لتلفزيون الخبر أن “أكثر مايزعج هو اعتراض أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي على فكرة التوعية من مخاطر تزويج الصغيرات، وخطر الزواج المبكر على الصغيرات وعلى المجتمع”.

ولفت البني إلى أنه “يوجد أكثر من عشرة آلاف حالة زواج لطفلات أمهات تحت ١٦ عام في منطقة التل”، مشيراً إلى أن “الجمعية تعمل على تجهيز مركز أنشطة توعوية وثقافية في مدينة التل برعاية وإشراف مجلس المدينة”.

وبالمقابل نفى أمين الشعب محمد علي شاهين لتلفزيون الخبر أن يكون له اعتراض شخصي على الشعارات المذكورة.

واعتبر شاهين أن “العبارات حساسة ومسيئة بالنسبة لمجتمع مدينة التل الريفي”، مشيراً إلى أن “الاعتراضات جاءت من أهالي التل الذين أخبروني بضرورة إزالتها لأنها لا تناسب المجتمع التلي وأهاليه”.

وشرح شاهين “اعتراضي على عمل الجمعية كان بأنها لا تملك موافقة أمنية أو موافقة وزارة التربية، أما الاعتراض الثاني فهو اختيار المكان في حائط مدرسة اعدادية وابتدائية”.

وبين شاهين أن “العبارات لم يتم تقبلها من أهالي التل باعتباره مجتمع ريفي لديه عادات وتقاليد، وتسبب تلك العبارات الإساءة له”.

وأضاف “مدينة التل عادت لحضن الوطن منذ حوالي السنة، والمجتمع فيها متعصب، والأهالي نفسهم هم من اعترضوا على العبارات وطلبوا مني إزالتها، معتبرينها كتابات غير جميلة ومسيئة للمجتمع التّلاوي وأطفاله”.

ولفت شاهين إلى أن “العبارات التي تمت إزالتها هي العبارات الحساسة والتي اعتُرِض عليها، مثل العبارات التي تتضمن همسة دفء والزواج المبكر، في حين بقيت حوالي 70% من الكتابات دون إزالة، لأنها مهمة ولا إساءة للمجتمع فيها”.

ويمكن للمتجول في شوارع التل ملاحظة كتابات متطرفة في حالات على جدرانها، وتخدش الحياء العام في حالات أخرى ، إلا أنها لم تستفز أحدا لطمسها .

يذكر أنه يوجد في مدينة التل أكثر من عشرة آلاف حالة زواج لطفلات أمهات تحت ١٦ عام”، بحسب ما أفاد به مفوض جمعية نور بالتل، مشيراً إلى أن “الجمعية تعمل على تجهيز مركز أنشطة توعوية وثقافية في مدينة التل برعاية وإشراف مجلس المدينة”.

تلفزيون الخبر

صور جدران المدرسة قبل مبادرة الشباب المتطوعين

 

كتابات في شوارع التل لم تستفز أحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى