كاسة شاي

مالاتراه في باقي المحافظات.. “عن النفس الحلبي بالاكسبريسو وخلطاتها العجيبة”

تتميز محافظة حلب عن باقي المحافظات السورية ببيع قهوة “الاكسبريسو” وانتشار آلاتها في كافة الشوارع، فبين كل “ماكينة وماكينة.. ماكينة أخرى”، الأمر الذي لا تراه إلا في حلب، لما يضعه أهالي المدينة من أهمية خاصة لقهوة الصباح.

وليست فقط “الأكلات والطبخات” الخاصة والمتنوعة هو ما يميز الحلبية و”نَفسهم”، فاللقهوة أيضاً “مزاج خاص” لدى أهالي المدينة، وتفنن خاص بما يسمى “الخلطات”.

ومن النادر أن ترى شخصاً لا يحمل “فنجان الكبسة” بيده صباح كل يوم، كما أن محلات بيع “الاكسبريسو” تعد مجمع “الصبحية” اليومي الذي يبدأ المواطن الحلبي يومه به.

ويعاني المواطن الحلبي عند زيارته لأحد المحافظات السورية من صعوبة كبيرة في العثور على “اكسبريسو الصباح”، بسبب عدم توفر تلك الماكينات بشكل كبير، بل ندرتها واختفائها في بعض المدن، بالإضافة إلى فرق السعر الكبير في حال العثور عليها.

وكمثال عن سعر فنجان “الاكسبريسو” بين دمشق وحلب، فبالوقت الذي ترى فيه السعر بحلب 75 ليرة سورية، يكون السعر بدمشق 250 – 500 ليرة سورية، بحسب المنطقة.

وأغلى سعر “للإكسبريسو” في حلب يكون 100 ليرة سورية، إن كانت مع ما يسمى “مبيض” أو “بالخلطة” الخاصة بكل محل، والتي يتفنن بها بنفسه، ليتميز به عن باقي المحلات.

وعن “الخلطة” فهي عبارة عن زيادات تضاف للقهوة كالميلو والهال والمبيض والنسكافيه، وحتى بودرة الكابتشينو او الحليب، وبذلك يكون تميز كل بائع عن زميله بخلطته التي يخترعها ويبقى يتذوقها لأسابيع قبل إطلاقها.

ويعود سبب فرق الأسعار بين حلب وباقي المحافظات، إلى رواج “قهوة الاكسبريسو” وإقبال الحلبية عليها بشكل كبير، في حين أن الطلب عليها بباقي المحافظات يقل وينعدم أحياناً.

وتأتي بعد مدينة حلب من حيث انتشار “الاكسبريسو”، مدينة اللاذقية، علماً أن هذه الظاهرة انتشرت فيها خلال سنوات الحرب، مع انتقال عدد كبير من أهالي حلب إلى العيش في اللاذقية هرباً من الحرب، وبسبب خسارتهم لأعمالهم ومنازلهم فيها.

وانتشار “ماكينات الاكسبريسو” في حلب بلغ ذروته مع انتشار البراكات التي قدمت للمتضررين خلال الحرب في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، لتضع كافة تلك البراكات، بشكل طبيعي، “ماكينة اكسبريسو” لديها.

ومع نهاية عام 2017، عند إصدار محافظة حلب لقرار إزالة البراكيات في حلب، عانى أهالي المدينة في الفترة الأولى من اختفاء “الاكسبريسو” التي كانت “وين ما بتمد ايدك بتلاقيها”، لتبدأ بعدها محلات بتراخيص نظامية بالفتح لبيع “الاكسبريسو” فقط.

ويبلغ سعر “ماكينة الاكسبريسو” الجديدة حوالي مليون لمليون وثلاثمئة ليرة سورية، في حين تبلغ أسعار المستعمل منها حوالي 700 ألف ليرة سورية، مع انخفاض أسعار البعض منها بسبب إغلاق البراكات وبيع أصحابها لماكيناتهم، وبالنتيجة زيادة كمية تلك الآلات بالسوق.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى