فلاش

“ إعمار موتورز “ مثالاً .. شركات في سوريا تصر على إهداء لواء اسكندرون إلى تركيا

يقال أن من ينسى تاريخ أرضه لايستحقها، وأن من يتخلى عن ذرة من تراب أرضه كأنه تخلى عنها كلها، لكن يبدو ان بعض الشركات السورية لاتحب التاريخ ولا الجغرافيا ولم تسمع حتى باحتلال تركيا للأراضي السورية منذ عام 1938.

وفي تصرف يمس مبدأ أساسي من مبادئ الدستور السوري وهو مبدأ وحدة الأرض والشعب تسقط بعض الشركات “عن قصد او دون قصد” لواء اسكندرون من خريطة سوريا كما فعلت شركة “إعمار موتورز” مؤخرا خلال حفل اطلاق سيارات كيا في سوريا.

واستخدمت شركة “اعمار موتورز” خلال حفلها الساهر في فندق الداماروز بدمشق خريطة لسوريا مقتطعا منها لواء اسكندرون بشكل علني وواضح ودون أي حرج او استحياء، وبحضور وزير الصناعة أحمد الحمو.

ونشر إعلاميون وناشطون الخريطة التي عرضتها شركة ” إعمار موتورز” مستغربين السماح بعرض هذه الخريطة من قبل إدارة الشركة وخلال حفل منظم وضخم وبحضور رسمي ووجود ممثلي وسائل الإعلام المحلية.

وكتب أحد الإعلاميين على صفحته في فيسبوك ” يمكن الشركة أهدت تركيا لواء اسكندرون حلوان الافتتاح”، بينما نشر ناشط آخر صورة الخريطة مع تعليق ” ايمت افتتاح المركز بفرعنا الجديد باسطنبول”.

وتستخدم بعض الجهات تلك الخريطة إما عن عدم معرفة او بسبب الاهمال إلا أن تكرار استخدامها يشير إلى استهتار بحق أساسي من حقوق الشعب السوري بالسيادة على كل ذرة من تراب الوطن.

فكيف اذا علمنا بأن مساحة لواء اسكندرون تبلغ 4800 كم مربع أي مايعادل سبعة أضعاف مساحة البحرين أو ستة أضعاف مساحة سنغافورة أو نصف مساحة لبنان ؟

وكيف نحذف لواء اسكندرون من خريطة سوريا اذا علمنا بأنه يضم خمسة مدن رئيسية هي أنطاكية وإسكندرونة ( أهم الموانئ البحرية التي تعتمدها تركيا لتصدير النفط) وجبل موسى والريحانية وأرسوز ويضم عدة جبال هي جبال الأمانوس وجبل الأقرع وجبل موسى وجبل النفاخ.

وكيف نمسح لواء اسكندرون بجرة قلم وفيه يمر ثلاثة أنهار هي نهر العاصي الذي يصب في خليج السويدية ونهر الأسود الذي يصب في بحيرات سهل العمق، ونهر عفرين الذي يصب في بحيرات العمق أيضا.

وكيف نصمت على محي اللواء بينما الدولة العثمانية المنهارة في عام 1920 اعترفت بعروبة منطقتي الاسكندرون وقيليقية (أضنة ومرسين) في معاهدة سيفر وأعلنت ارتباطهما بالبلاد العربية (المادة 27).

قبل أن تصدر عصبة الأمم في 29 أيار 1937 قراراً بفصل اللواء عن سورية بعد مؤامرة بين فرنسا وتركيا دخلت القوات التركية إثرها بشكل مفاجئ إلى مدن اللواء الخمسة في 15 تموز 1938 وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية وبذلك أعطت فرنسا “من لايملك” لواء اسكندرون إلى تركيا “من لايستحق” مقابل ضمان دخول تركيا إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

وكان إسقاط لواء اسكندرون والجولان من خريطة كتاب العلوم للصف الأول الثانوي أثار موجة واسعة من الغضب في الأوساط السورية مؤخرا، مادفع وزير التربية هزوان الوز إلى الاعتذار عن الخطأ وإصدار قرار بتعديل الخريطة الواردة في الكتاب فورا.

فيما وعد الوز في جلسة أمام مجلس الشعب بمحاسبة المسؤول عن ذلك التصرف مؤكدا أن استبعاد لواء اسكندرون والجولان من خريطة سوريا كان مجرد “خطأ“، ومازال السوريون بانتظار تحقيق “الوعد” بالمحاسبة حتى الآن.

وإن كانت وزارة التربية اعترفت بخطئها بحق الدستور ووعدت بمحاسبة المسؤول عن تغييب لواء اسكندرون عن الأجيال فإن تكرار ذلك “الخطأ” في المؤسسات العامة والخاصة يحتاج على الأقل إلى من يفضحة من أجل تصحيحه ، وذلك أضعف الإيمان حالياً .

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى