رياضة

الكرات الباردة والكرات الساخنة .. أسطورة قرعة دوري أبطال أوروبا

تعد نظرية “الكرات الباردة والكرات الساخنة” من أهم وأقوى النظريات التي يستند عليها أصحاب “نظرية المؤامرة” فيما يخص بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يجزم كثيرون بأن القرعة غير نزيهة إطلاقاً، وهي موجهة بحسب شركات المراهنات أو بحسب إرادة بعض الأندية.

وتروي الأسطورة الحديثة نسبياً أن بعض الكرات يتم تبريدها أو تسخينها لعدة ساعات قبل القرعة، ليتم فيما بعد وأثناء سحب القرعة تحديد المباريات وترتيبها، فقرعة دوري أبطال أوروبا في أدوارها الإقصائية تعتمد نظاماً معيناً يقوم على أسس أنه لا يمكن للأندية التي من نفس البلد أو التي كانت معاً ضمن مجموعة واحدة في دوري المجموعات، التواجه في دور الـ 16، ويضيف إليها مصدقو الأسطورة نظريتهم.

رغم أن قرعة دوري أبطال أوروبا هذا العام شهدت مواجهات من العيار الثقيل لقطبي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، المتهمان الأساسيان بهذه الأسطورة، ولكن بقي أصحاب نظرية المؤامرة مقتنعين بها، وقد يقول أحدهم “القرعة حالياً موجهة لكي ينتهي استمرار سيطرة الأندية الإسبانية على المسابقات الأوروبية”.

وشحذ المصدقون لهذه النظرية سيوف يقينهم بوجه المشككين في مناسبتين، أولهما تصريح لرئيس “فيفا” السابق، جوزيف بلاتر، الذي اعترف أن هناك كرات باردة وكرات ساخنة، ولكنها ليست في قرعة كأس العالم، وإنما في المسابقات الأوروبية، معلناً أن فريقاً إيطالياً واحداً استفاد منها.

وقال بلاتر، الموقوف عن المشاركة بأي نشاط رياضي، في مقابلة مع صحيفة “لا ناسيون – La Nación” الأرجنتينية، في معرض إجابته عن سؤال هل يمكن الغش في القرعة رغم انها تنقل على مباشرة والملايين يشاهدونها على الشاشة؟ “رأيت ذلك بأم عيني، نعم رأيت ذلك، كانت هناك تلاعبات في قرعة العديد من المنافسات الأوروبية، يتم تمييز الكرات إما بتسخينها أو تبريدها، شهدت على ذلك”.

أما المناسبة الثانية، والتي كانت بمثابة ذورة رواج هذه الأسطورة، هي الكأس الحادية عشر التي حققها نادي ريال مدريد الاسباني، حيث شهد موسم 2016 تتويج الميرنغي بهذه البطولة بعد مباريات سهلة نسبياً في الأدوار الإقصائية، وبدأت أساساً من ترتيب الأندية قبل سحب القرعة، ليفاجأ الجمهور بأن القرعة جاءت بنفس ترتيب الأندية، الذي برره الاتحاد الأوروبي بأنه ترتيب أبجدي، وأن ما حصل هو مصادفة لا أكثر.

هذه البطولة بالذات أشار المصدقون بهذه النظرية إليها بالبنان، فريال مدريد واجه في دوري الـ 16 روما الإيطالي، وفي دور الـ 8 تلاقى مع فولفسبورغ الألماني، وفي النصف نهائي واجه مانشستر سيتي الانكليزي، وكلها تعد أندية مرشحة لإحراز اللقب، بحسب المصدقين للنظرية.

ورغم خسارة ريال مدريد في ذهاب دور الـ 8 مع فولفسبورغ، إلا أن أصحاب النظرية استنتجوا أن ذلك تمويه فقط لتضليل الناس، ثم بعد عودة ريال مدريد وتحقيقه لثلاثية تأهل بها على حساب النادي الألماني، قال المصدقون أن ذلك كان تمثيلية لظهور كلمة “ريمونتادا”، ومعناها العودة بالمباراة، ليتم تسويق هذه الكلمة إعلامياً، وياللمفاجأة برشلونة قام بريمونتادا بعد سنتين على حساب باريس سان جيرمان.

كما يستشهد المصدقون لهذه الأسطورة بما رصدته عدسات الكاميرا خلال قرعة نفس الموسم، حيث أكد مشجعو روما أن الأرجنتيني خافيير زانيتي، الذي قام بسحب القرعة، كان يراقب كرة ريال مدريد، ثم سحبها ليضعهم وجهاً لوجه مع العملاق الإسباني.

ويزيد أصحاب هذه النظرية من قوتهم بالقول أنه ليس فقط درب الفائز يكون مزوعاً بالكرات الباردة والساخنة، بل يتم تحديد عدة مباريات وترتيبها لتجمع فرقاً معينة بذاتها، لتعود وتلتقي مرة أخرى، كالمواجهات المتكررة بين بايرن ميونخ وارسنال، أو بين برشلونة وتشيلسي، أو ريال مدريد وليفربول.

ويتعدى ذلك بطولة دوري أبطال أوروبا، فيعتقد المصدقون بهذه النظرية أن بطولة الدوري الأوروبي “يوروباليغ” في سنواتها الأخيرة كلها كانت موجهة، وذلك ليحصل نادي إشبيلية الإسباني على البطولة، وهو بالفعل حققها ثلاث مرات متتالية، ويقول أصحاب النظرية أن ذلك تم للترويج إعلامياً لجملة “اشبيلية يحتكر البطولة”، فالإعلام جزء من اللعبة، كما يرى المصدقون.

ورغم أن ريال مدريد، المتهم الأول بهذه الكرات، كان واجه في كأس العاشرة كل من شالكه وبروسيا دورتموند وبايرن ميونخ، ثم اتلتيكو مدريد في النهائي، وحتى قرعة هذا الموسم التي وضعته مع باريس سان جيرمان، رغم ذلك لم يقتنع أصحاب النظرية بعدم صحتها.

وهم أنفسهم من صدقوا سابقاً أن “ويفا” لن تسمح لأي نادٍ أن يحقق بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، حتى برشلونة غوارديولا لم يفعلها، ولكن السنة الماضية حققها ريال مدريد زيدان، في مفاجأة لم تبرر حتى اللحظة من قبلهم.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى