كاسة شاي

وماذا عن القرش الذي يعض كابلات الإنترنت السوري ؟

يتابع القرش الذي يعيش بالقرب من المياه الإقليمية السورية عادته البغيضة الدنيئة التي تتمثل بعض الكبل الذي يُغذي سوريا بحاجتها من الانترنت.

ويقوم هذا القرش بعض هذا الكبل كلما سنحت له الفرصة، مع أنه لحد هذه اللحظة لم يُعرف السبب الحقيقي الذي يدفع بالقرش لعض كبل الانترنت المخصص لسوريا وحدها.

وأحصيت خلال سنوات الحرب السورية أكثر من عشر عضات للقرش لكبل الانترنت، في فترات متقاربة ومتباعدة، وفي تسلسل زمني عشوائي، يحير المراقبين والحكومة والشعب السوري.

ولكن الغريب في الأمر، هو أن السوريين أصبحوا يألفون هذا القرش، وينتظرون عضه لكبل الانترنت، ويسألون عليه في غيابه، فيما يضعها العلماء في خانة “متلازمة استوكهولم”، التي تقول بأن المخطوف بعد فترة تنشأ علاقة ودية بينه وبين الخاطف، وفي هذه الحالة فإن العلاقة تنشأ بين قاطع الانترنت والمقطوعين عن الانترنت.

وتجلت العلاقة الودية بين السوريين والقرش العضَّاض في منشوراتهم على “فيسبوك” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد السوريين “تتميز سوريا عن بقية الدول العربية بموقعها الجغرافي الهام جداً، حيث تطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يحتوي على أكتر كبل ضوئي تم كدشه في تاريخ البشرية منذ اختراع الإنترنت”.

وكتب آخر “وقال لها بحبك قد ما عم يطفو العالم راوتراتهم و يشعلوها”، في إشارة إلى قيام السوريين بإعادة تشغيل راوتر الانترنت، علَّ السرعة تزداد قليلاً، اعتماداً على القانون السوري المعرف “طفيه ورجاع شغلو”.

كما دخل القرش في أدعية السوريين، بما يعرف حالياً باسم “دعاء القرش” الذي يقول اللهم ارزقني على عدد عضات القرش للكابل الضوئي السوري”.

وكتب سوري آخر، ولكن يبدو مثقفاً أكثر من غيره، “الأحد كان الخبر عن أن الانترنت خسَّر الاتصالات نصف الإيرادات، الثلاثاء رجع “القرش” عض الكبل الضوئي، بكرا بحكم أن “عضة القرش” بالمياه الإقليمية فهي ظروف قاهرة لا علاقة للاتصالات فيها فرجائن لا حدا يشكي و ينق، بعد بكرا أو يلي بعده بترجع الخدمة بتحسن ملحوظ وبترفع الاتصالات وشركات مزود الخدمة “مبلغ بسيط” ع الاشتراك الشهري لضمان استمرار و تحسين جودة الخدمة”.

ولخَّص بعض السوريين قصة القرش وكبل الانترنت البحري بعدة قصص، إما أن هناك علاقة من نوع ما نشأت بين القرش وكبل الانترنت خاصتنا، أو أن القرش أدمن طعم كبل الانترنت، وفي هذه الحالة هو بحاجة ماسة لعلاج إدمانه، أو أن القرش يبحث عن أصدقاء له والسوريون لا يتفهمون معنى هذه العضة.

وطالب سوريون بإدراج قصة القرش والكبل الضوئي ضمن التراث السوري، وتعليمها في المدارس، كما طالبوا باعتبار الكبل السوري من المأكولات التراثية، داعين اليونيسكو لتسجيلها على قائمة “التراث العالمي”، أسوة بقلعة حلب ومدينة تدمر وغيرها.

يذكر أنه لا أحد يعرف حتى اللحظة تاريخ بدء القرش بتحرشاته بالكبل الذي يغذي سوريا بالانترنت، حيث ما زال هذا القرش خجولاً بعض الشيء، ولم تستطع أي من الوسائل الإعلامية، الحكومية على وجه التحديد، أن تتدبر لا مقابلة ولا حتى تصريحاً صغيراً، مع أن طلاته غالباً ما تتزامن مع بيانات للمؤسسة العامة للاتصالات.

وفي السياق، أعلنت الشركة السورية للاتصالات أنه “تم منتصف ليل الأربعاء تعويض نحو 70 بالمئة من سعة الانترنت التي تم فقدانها بسبب تعطل أحد الكوابل البحرية خلال الأيام الماضية”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى