سياسة

سلو يكمل فضح أسرار “قسد” : الولايات المتحدة وعدتنا بتأمين ممر بحري على البحر المتوسط

تابع المتحدث الرسمي السابق باسم قوات “قسد”، طلال سلو، الذي انشق عن التنظيم، سلسلة كشفه لأسرار “قوات سوريا الديموقراطية”، المعروفة اختصاراً بـ “قسد”، كاشفاً عن وعد أمريكي لـ “قسد” بالحصول على ممر على البحر الأبيض المتوسط.

وقال طلال سلو، في مقابلته الثانية مع وكالة “الأناضول”، المقربة من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، إن “مسؤولاً في الاستخبارات الأمريكية، أوعز إليهم بأنّ بقاء التنظيم يقتضي الوصول براً إلى البحر الأبيض المتوسط”.

وأوضح سلو أنّ “حزب “pkk” كان يحتل أكثر من ربع الأراضي السورية، وأنّ استراتيجية التوسع لديه تبدأ من شرق البلاد باتجاه غربه مروراً بالمناطق الحدودية مع تركيا”، في مسعى منه للتواصل مع العالم الخارجي وحصوله على الدعم الخارجي عن طريق الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.

وبين سلو أن هجوم “قسد” على “داعش” في التاسع من أيلول “كان الهدف منه السيطرة على باقي أجزاء منطقة الجزيرة وشمال نهر الفرات، ولم يكن لدينا أو “وحدات الحماية الكردية”، القدرة على إطلاق حملة ضد “داعش”.

وأضاف سلو أن “هذه الحملة بدأت بإرادة الولايات المتحدة، والهدف لم يكن النفط أبداً، إنما الوصول إلى مدينة البوكمال والميادين قبل قوات الجيش العربي السوري، والهدف من الوصول إلى البوكمال والميادين، هو إنشاء حاجز بين سوريا والعراق”.

وعن المساعدة التي قدمتها واشنطن، قال سلو “حاولت واشنطن مساعدة “قوات سوريا الديمقراطية” في البداية لكنها فشلت، لأننا تعرضنا منذ البداية لمضايقات روسية، حتّى أنّ البعض قُتِلوا في هجمات للجيش العربي السوري وروسيا”.

وأردف سلو أن “الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية كانتا تقاتلان جنباً إلى جنب، وكانت قوات الجيش العربي السوري بعيدة، لكن عندما رأت واشنطن سرعة تقدمها باتجاه تلك المنطقة، قامت بتحريك “قوات سوريا الديمقراطية”.

وكشف سلو أن واشنطن “طلبت من شاهين جيلو، أحد مسؤولي “وحدات الحماية الكردية”، القيام بهذه المهمة”، وهناك أمر لا يعلمه الكثيرين، وهو أنّ العديد من النقاط التي تم السيطرة عليها تُركت للروس، منها منشأة كونكو للغاز، وحقول النفط الموجودة في أطرافها، وعندما تمّ تسليمهم هذه الحقول، توقفت قوات الجيش العربي السوري عن التقدم”.

وعن تصدير النفط، قال سلو أن “قوات “pkk” و “وحدات الحماية الكردية” سيطرت على حقول نفط رميلان عام 2012، وبدأوا باستثمارها وتصدير المنتجات عبر المناطق التي يسيطر عليها “داعش”، كان هناك مسؤول مالي اسمه “علي شير”، موجود في مدينة القامشلي، وهو مرتبط مباشرة مع قيادات “pkk”.

وعن الوعد الأمريكي لـ “قسد”، أوضح سلو أنه “لم يكن مشروعاً إنما وعداً، التقينا بأحد الأمريكيين وقالوا لنا أنه قادم من مركز للدراسات، وتبين لاحقاً أنه من المخابرات ومن القيادات، وقالوا لنا إن توجهتم إلى دير الزور سوف تعمل أمريكا على تقديم الدعم اللازم إلى قوات سوريا الديمقراطية، لتأمين ممر لها إلى البحر”.

وأضاف سلو “حملة تحرير دير الزور فشلت، والفكرة ليست حقول النفط، وأمريكا ليست معنية في ذلك، وليس من ضمن طموحاتها، تم تقديم الوعد إلى “قوات سوريا الديمقراطية” أننا إذا خضنا حملة بإتجاه دير الزور، واستطعنا تحقيق النصر سوف تقوم واشنطن بتأمين ممر لقوات سوريا الديمقراطية باتجاه البحر”.

وأوضح سلو أن “ذاك الشخص (الأمريكي) قال لنا إنّ أي كيان لا يوجد له منفذ على البحر، لا يمكن له أن ينجح، وأعطى مثال على ذلك اربيل، وقال إنهم مضطرون لإرضاء أطراف أخرى ليتاح لهم إمكانية الاستيراد والتصدير، خاصة في موضوع النفط”.

وعن قصف قياداتهم في قره تشوك، قال سلو إن “قره تشوك كانت مستودعاً رئيسياً لـ “الوحدات الكردية” من حيث السلاح والآليات والمقرات المالية، والمركز الإعلامي والأرشيف، وكان يضم مكتبين لباهوز أردال وشاهين جيلو، كما كانت مركزاً للتوجيه الإيديولوجي لمسلحي “pkk”، ذهبت إلى قره تشوك مرتين، التقيت في إحداها مع شاهين جيلو واستلمت منه سيارة”.

وأضاف سلو “قلت لشاهين جيلو إني متفاجئ من حجم القتلى الكبير، قال لي يبدو وجود اختراق أمني تركي لموضوع قره شوك”، مبيناً أن “من بين القيادات التي كانت مجتمعة ثمة أشخاص كان سيتم اختيارهم لمهام جديدة، رستم كان سيذهب إلى تركيا وكان سيعمل هناك، الاستخبارات التركية كانت على علم بذلك، ونحن كنا نبقى في الخارج بسبب عدم أخذنا رسالة حينها من الولايات المتحدة الأمريكية بأننا لن تعرض لأي استهداف”.

وتابع سلو “في اليوم التالي للقصف جاء ضابط أمريكي إلى قره تشوك، عندها كان أول ظهور لشاهين جيلو على وسائل الإعلام، وحارس الضابط الأمريكي كان اسمه سيلار وكان يتحدث الإنكليزية، بدأوا تقديم شرح للضابط الأمريكي عن عملية القصف، قالوا للضابط إنّ الموقع كان يضم مدنيين، ولم يخبروه بوجود قيادات من “pkk”، الضابط لم يدن الهجوم، بعد خمسة أيام أخبرنا جيلو أنه لن تتم أي عملية قصف بعد أنّ تحدث الأمريكيون مع الأتراك.

وعن الدعم بالسلاح وتخزينه، قال سلو “تم تسليم الأسلحة الثقيلة والذخائر إلى همين، الذين كان بدوره يودع تلك الأسلحة في المخازن، وتركيا لم تستهدف المخازن التي يحميها الأمريكيون، كان يجري إيداع العديد من الأسلحة والذخائر في أماكن (القواعد) التابعة للولايات المتحدة كي لا تستهدفها تركيا”.

وعن منبج، أوضح سلو أنه “عندما تمكنت الدولة السورية من السيطرة على حلب أصبح هنالك طريق مباشر، كان هذا الطريق عبارة عن ممر موازٍ للأراضي الموجودة ضمن منطقة “درع الفرات”، مبيناً أن “الطريق يخرج من عفرين، يمر عبر مناطق الدولة السورية، ويصل إلى منبج مروراً بريف حلب”.

وأضاف سلو “ويمتد الطريق إلى الجزيرة شرقي الفرات، ولاستخدام هذا الطريق، كان من الضروري الحصول على موافقة الدولة السورية أو الجانب الروسي والإيرانيين في بعض الأحيان”، بحسب تعبيره.

أما عن عفرين، قال سلو “الولايات المتحدة لم تقدّم أي ضمانات بشأن عفرين، حتى أنني سألت المبعوث الأميركي الخاص إلى “التحالف الدولي”، مكغورك، عندما التقيت به لأول مرة، في ذلك الوقت لم يكن هناك أي اتصال جغرافي أو تواصل بين عفرين والمناطق الشرقية، وطلبت منه مساعدة عفرين”.

أجاب مكغورك، بحسب سلو، إن “الإدارة الأميركية لن تدعم عفرين”، مضيفاً “إذا كانت عفرين تريد داعماً آخر، فلتجد لنفسها داعماً”. فقلت: “ربما يكون الجانب الروسي” قال: “ليس هناك أي مانع من قبلنا”، موضحاً أنه تم التنسيق مع الروس والدولة السورية لفتح الممر.

وعن احتمال اجتياح تركي لعفرين، قال سلو “يمكن للقوات التركية أن تسيطر على عفرين إذا نفذت العملية بشكل سريع جدًّا، وفي الحقيقة الوضع في عفرين ليس كما يظهر “pkk” للخارج، ولهذا كانوا يخافون كثيراً”.

وأوضح سلو أن “المسألة لا تتعلق فقط بسقوط عفرين، فقطع القوات التركية الريف الشمالي كان يعني إفشال المشروع “الوصول إلى البحر المتوسط”، لأنهم كانوا يعتبرون عفرين قلب المشروع، والعملية العسكرية التركية كانت ستعني نهاية أحلامهم، ولهذا كانوا يريدون وجود القوات الروسية في عفرين في حال قدوم القوات التركية”.

وتابع سلو أن “الدولة السورية طلبت في حال حدوث أي اشتباك مع القوات التركية في عفرين، رفع العلم السوري فيها، غير أنه اشترط استلام المناطق التي يُرفع فيها علمه، وهذا ما رفضته قيادات “pkk” في قنديل”، مشيراً إلى أنهم “كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة سوف تمارس ضغوطًا على تركيا للحيلولة دون سيطرتها على عفرين، والولايات المتحدة أعلنت أنها ستدعم المناطق المحررة، بيد أنها قالت منذ البداية أنها لن توفر الدعم لعفرين”.

يذكر أن طلال سلو، مواليد بلدة الراعي المحتلة حالياً من تركيا، كانت المتحدث الرسمي باسم “قسد”، وانشق عنهم الشهر الماضي، وبدأ يفضح في سلسلة مقابلات أسرار “قسد”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى