موجوعين

المنظمات الإنسانية تخرج عن صمتها : تحوّل مخيم العريشة إلى سوق للمتاجرة بمعاناة نازحي الدير

تزداد كل يوم أعداد النازحين والوافدين من مناطق ومدن وبلدات محافظة دير الزور إلى مخيم العريشة (السد) جنوب الحسكة، الهاربين من ظروف الحرب خصوصاً من مناطق شرق الفرات التي تتعرض لقصف من طائرات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا، وتزداد معهم معاناتهم خصوصاً الفقراء و المحتاجين، في ظل تقاذُف مسؤوليات بين “الإدارة الكردية” والمنظمات الدولية.

ومخيم العريشة (السد) جنوب الحسكة يقع تحت سيطرة وإدارة قوات “قسد” و “الاسايش”، كما هو الحال في جميع المخيمات الموجودة بمحافظة الحسكة والبالغ عددها سبعة مخيمات، وهو على وشك كارثة إنسانية كبيرة مع اقتراب فصل الشتاء، نتيجة الظروف لا إنسانية التي يعيشها النازحين الذين يشكل الأطفال و النساء و كبار السن القسم الأكبر منهم.

وبينت مصادر محلية بريف الحسكة لتلفزيون الخبر أنه “بعد وصول النازحين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد” بريف الحسكة الجنوبي تباشر “الإدارة الذاتية الكردية” بتوزيعهم على المخيمات وهي : مخيم السد جنوب الحسكة، مخيم الهول في شرقها، ومخيم مبروكة في أقصى غربها”.

وأضافت المصادر أن “مخيم العريشة (السد) له النصيب الأكبر من النازحين، الذين بلغ عددهم أكثر من 35 ألف نازح، يبيت 5 آلاف منهم في العراء، في حين ما زال 2000 شخصا نازحاً ينتظرون الدخول إلى المخيم”، منوهة إلى أن “ظروف المخيمات سيئة نتيجة عدم إدارتها من قبل الحكومة السورية”.

وأشارت المصادر إلى أن “مخيم العريشة (السد) يفتقر إلى مقومات المعيشة، حيث يتواجد في كل قطاع حمام واحد، ويضطر النازحون إلى قضاء حاجاتهم في العراء، ما يتسبب بانبعاث الرائحة الكريهة، إضافة لقلة النظافة والأدوية، ما أدى لانتشار الأمراض داخل المخيم”.

وبينت المصادر أن “هناك تقاذف بالمسؤوليات بين إدارة المخيم التابعة لـ “الإدارة الذاتية الكردية” مع مكاتب المنظمات التابعة للأمم المتحدة في محافظة الحسكة، حيث تتهم إدارة المخيم المنظمات، التي تدعي الإنسانية، بحسب “الإدارة الذاتية الكردية”، بغض النظر عن حال النازحين وتتقاعس عن تقديم الدعم لهم”.

بدوره، قال مصدر مختص في الشؤون الإنسانية من مكتب الأمم المتحدة بمدينة القامشلي لتلفزيون الخبر إن “جميع مكاتب منظمات الأمم المتحدة تعمل على تقديم كافة المساعدات، في مجالات الصحة والنظافة والغذاء والمواد غير الغذائية، بشكل يومي للنازحين في مخيم العريشة (السد)”.

وأضاف المصدر أن “الأسرة الوافدة فور وصولها يتم تقديم حصة غذائية لها، تكفي لمدة أسبوع كامل، ثم بعدها يتم تقديم حصة غذائية لمدة شهر، إضافة لتقديم المساعدات في مجالات الإصحاح والنظافة، وهناك فرق طبية متواجدة بشكل دائم ضمن المخيم”.

ولفت المصدر إلى أن “المنظمات الدولية المختصة توزع يومياً مليون ليتر من المياه الصالحة للشرب، عبر الصهاريج للنازحين في المخيمات وخارج المخيمات وللمجتمع المحلي، في أرياف محافظة الحسكة”.

وتابع المصدر “أكثر من 70 ألف نازح ووافد من محافظة دير الزور غادروا المخيمات، وسافروا إلى المحافظات الأخرى، وأغلبهم توجهوا إلى العاصمة دمشق وحلب، بدعم كامل من الحكومة السورية، سوءا عبر الطيران أو الباصات والسفر براً”.

واتهم المصدر “العناصر المسؤولة عن حماية مخيم العريشة (السد) وإدارة المخيم باستغلال أوضاع النازحين، وقبض مبالغ مالية كبيرة منهم مقابل السماح لهم بمغادرة المخيم، سوءاً إلى مدن الحسكة و القامشلي أو المحافظات الأخرى”.

في حين أكدت مصادر أهلية لتلفزيون الخبر “تحول المخيمات ومنها مخيم العريشة (السد) إلى سوق كبير لاستغلال حاجة وظروف النازحين، من شراء سيارتهم بمبالغ تشكل نصف أو ربع قيمتها الحقيقة، إضافة لاضطرار النازحين لبيع مواشيهم من أغنام و أبقار، بأسعار زهيدة، ليتمكنوا من توفير سبل العيش لهم و لأسرهم”.

وكان محافظ الحسكة اللواء جايز الموسى أكد لتلفزيون الخبر، بعد اللقاء مع رؤساء الجمعيات الخيرية والأهلية بالمحافظة، توجيهه بإيقاف العمل في الجمعيات، مع الطلب من مكاتب المنظمات الدولية إيقاف نشاطها حالياً حتى إشعارا أخر، باستثناء عمليات توزيع الطحين والقمح والأدوية، وإجراء العمليات الجراحية، أو المشاريع الواقعة في المواقع الواقعة تحت سيطرة الدولة.

وبين المحافظ أن “توقيف العمل سيكون لحين إيجاد آلية جديدة للعمل، بالتنسيق بين مديرية الشؤون الاجتماعية وفرع الهلال الأحمر العربي السوري، والجمعيات الخيرية ومكاتب المنظمات الدولية”.

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى