رياضة

أيمن الحكيم الرجل الذي اختصر 50 عاماً “برمشة عين”

عند تسلمه لدفة المنتخب السوري كان المدرب أيمن الحكيم من أكثر المُحارَبين من الشارع الرياضي بشقيه الجماهيري والمختصين بالشأن الرياضي، وتلقى الكثير من الهجوم الذي وصل إلى حد التشهير به، في وقت رفض العديد من المدربين تسلم هذه المهمة، فوافق عليها رامياً كل شيء خلفه و استلم دفة نسور قاسيون و كان أيمن الحكيم الرجل الذي اختصر 50 عاماً “برمشة عين”.

لم يكن سجله التدريبي حافل عند تسلمه لهذه المهمة بعد انتهاء مهمة المدرب فجر ابراهيم في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا في الإمارات 2019 وبداية عهد الحكيم في رحلة تصفيات كأس العالم روسيا 2018 “الشاقة”، واعتقد البعض أن سوريا ستكون أول الراحلين على يده وأنه لايمتلك أدنى فكرة عن التدريب، وكان الداعمون له قلة.

وتوّقع الجميع أن تكون مباراة منتخبنا مع أوزباكستان في افتتاح التصفيات هي رحلة للأوزبك، وأننا سنخرج “مخردقين” بالأهداف، ولكن كانت هذه المباراة هي نقطة تحوّل في تاريخ كرة القدم السورية، حيث حقق الأوزبك الفوز بهدف وحيد جاء من خطأ تحكيمي، وظهرت الدفاعات السورية بأبهى حللها.

وأصبحت الآمال ترتفع في كل مباراة بعد أخرى، تعادل مع إيران وكوريا وفوز على الصين خسارة من قطر بصعوبة، وارتفعت حدّة التشجيع لتصبح الشوارع السورية يوم المباراة كأنه عيد وطني، وبالرغم من ضعف خط الهجوم بسبب بعض الصعوبات التي حالت دون التحاق الكابتن فراس الخطيب وعمر السومة إلا أنه استطاع الحفاظ على هوية المنتخب الجديدة.

وبالرغم من انعدام الإمكانيات المقدمة له كمدرب ومن ضعف الإدارة وقلّة المنتخبات التي وافقت على لعب مباريات ودية مع المنتخب السوري، إلا أنه قدّم أكثر مما يملك، واستطاع تقديم فريق يجابه كبار القارة الآسيوية وتعادل مع اليابان بأرضها 1-1، بعد أقل من سنة “عالتمانة صفر روحة رجعة وحكي الـ 50 سنة”، و اكتساب احترام الصحافة العالمية والعربية باستثناء الملحية التي استمر بعضها في تهميش الإنجاز ووضعه في خانة الإنجازات الفردية للاعبين.

من النادر أن نجد مُدرباً مهما كبر شأنه يستطيع قيادة فريق تجمّع قبل يومين من المباراة، وعليه ضغط الجماهير واستطاع الوصول إلى ملحق الكأس الآسيوي وخرج أمام كبير القارة الكنغر الاسترالي بصعوبة وبالرغم من التهجم عليه إلّا أن الجميع اعترف أن “المنتخب خرج مرفوع الرأس وأنسانا أيام الـ 86”.

وبعد كل ماقدمه للمنتخب لن نطالب برحيله، وكُرمةً لدموعه التي نزلت بعد الفوز على أوزباكستان، فمن واجب اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي العام، تقديم الدورات التدريبية في المدارس الأوروبية للحكيم، ومنحه الحرية الكاملة لاختيار كادره ليستطيع تحقيق الحلم الثاني وهو كأس آسيا 2019 في الإمارات.

ويشار إلى أن الحكيم المعروف بـ “أبو أحمد” استطاع وضع حد للمدرب الإيراني الذي تهجّم عليه وعلى المنتخب السوري في المؤتمرات الصحفية من خلال التصريحات وأهداه هدفين “بالمعلقة” على أرضهم وبين جمهورهم قضوا على آمال الإيرانيين بتحقيق رقم قياسي رغم شراستهم في المباراة.

يذكر أن الحكيم مدد عقده مع اتحاد كرة القدم لقيادة منتخب سوريا حتى نهاية كأس آسيا 2019 في الإمارات، بعد الثقة التي حصل عليها من الشارع الرياضي بالرغم من الظلم الإعلامي، والآن يجب انطلاق مرحلة جديدة وهي الدعم للحكيم في الدورات ومنحه راتب يليق بمدرب ولننتهي من حكاية “معنا وما معنا”، حتى لو تم التعاقد مع مدرب أجنبي بدلاً من “أبو أحمد”، يجب عدم نسيان ما حققه الحكيم في وقت وإمكانات شبه معدومة.

فراس معلا – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى