الشيخ محمد صالح الحسين أقدم مؤذني محافظة الحسكة في ذمة الله

توفي صباح يوم السبت الشيخ المؤذن محمد صالح الحسين عن عمر ناهز 96 عاماً، هو يعتبر من أقدم المؤذنين في محافظة الحسكة وأكبرهم سناً حيث قضى 67 عاماً من عمره هو يؤذن للصلوات الخمس في مساجد مدينة الحسكة.

وقال عدنان الحسين، أحد أبناء الشيخ المتوفي لتلفزيون الخبر أنه “عند وصول والده إلى الحسكة لم يكن هناك إلا مسجداً واحداً وكان على مقربةٍ من منزلنا، والعجيب أن هذا المسجد لا تُقام فيه صلاة الفجر ولا حتى يرفع أذانها، ويرجع السبب في ذلك إلى مضايقة الفرنسيين للمصلين، ثم بدأ والدي برفع الآذان للصلوات الخمس في المسجد المذكور حتى عام 1952”.

وتابع الحسين “في ذلك العام أي 1952 اجتاحت مدينة الحسكة فيضانات عارمة هدمت المسجد، وانتقل على إثرها إلى المسجد الكبير وسط مدينة الحسكة، مسجد مُعاذ بن جبل، الذي لم يكن مكتملاً بعد، حيث لم يكن للمسجد مئذنةٌ حيث يصعد إلى السطح قبل كل صلاة لأرفع الآذان”.

وأشار الحسين إلى أن “والده قضى مدة 25 عاماً بالمسجد الكبير وسط المدينة، وفي عام 1967 بنى والدي منزلاً بحي غويران، حيث كان يذهب إلى المسجد بواسطة دراجة هوائية، حتى عام 1978 تقدم بطلب نقل إلى مديرية الأوقاف، وتم بناء مسجد “أبو بكر الصديق” على مقربة من منزلنا في حي غويران”.

ولفت الحسين إلى أن “والده المرحوم لم يتأخر يوماً عن النداء للصلاة إلا في الظروف القاهرة، وأنه كان يسد غياب الخطباء في العديد من المساجد، ليمضي في مهنته كمؤذن حوالي 67 عاماً ليكون بذلك أقدم مؤذنٍ في محافظة الحسكة”.

وقال الشيخ طارق العطية، أحد طلاب الشيخ المتوفي، لتلفزيون الخبر “للشيخ المرحوم ذكرياتٌ كثيرة في هذا الحي غويران، فصوته أصبح يمتزج في كُل زقاق من المنطقة، ذلك الصوت الشجي الذي يفوح حناناً لم يُفارقنا منذ ردح من الزمن، وكان له الفضل على عدد كبير من أبناء مدينة الحسكة بحفظ القران و تلاوته”.

وأضاف العطية أن “الشيخ المرحوم كان خطيباً و مؤذناً و منشداً لأنه يملك خامة صوتية عذبة و جميلة إضافة لأنه كان مستشاراً في المحكمة الشرعية في محافظة الحسكة وكان مرجعاً للجميع في الإفتاء و حل النزاعات و الخلافات بين الناس”.

يذكر أن الشيخ محمد صالح الحسين من مواليد عام 1921 في قرية باريشة بريف حلب، وقدم إلى الحسكة في عام 1948، بعد تعرفه على مفتي محافظة الحسكة أن ذاك الشيخ محمد نظيف الطويل.