سياسة

روبرت فورد : الأسد ربح والأكراد يقومون بأكبر خطأ بثقتهم بالأمريكيين

اعتبر آخر سفير للولايات المتحدة الأمريكية في دمشق روبرت فورد أن الرئيس “الأسد ربح، وأنه منتصر”، مضيفاً أن “الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأمريكيين”.

وأضاف فورد، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن “المسؤولين الأمريكيين يستخدمون الكرد بطريقة تكتيكية ومؤقتة، ولن يستخدموا الجيش الأمريكي للدفاع عن غرب كردستان كإقليم مستقل في مستقبل سوريا”.

وأشار فورد إلى أن “ما تقوم به أمريكا تجاه الكرد غباء سياسي وغير أخلاقي، فالأمريكيون استخدموا الكرد لسنوات طويلة خلال حكم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين”، ناقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “الأكراد السوريين يقومون بأكبر خطأ بثقتهم بالأمريكيين”.

وتطرق فورد لزيارته إلى حماة في 2011، مدعياً أن “هدفها كان الاطلاع على من الذي يبدأ بإثارة العنف”، كاشفا “لكنها أعطت المتظاهرين أملًا زائفًا بأن أمريكا ستقف معهم وستدخل عسكريًا، في وقت كانت تسعى إلى حل تفاوضي”.

وأشار فورد إلى أنه “لم يطلب موافقة من الخارجية الأميركية، فقط قال إنه ذاهب، وأرسلنا مذكرة للحكومة السورية قلنا فيها إننا سنرسل سيارة دبلوماسية مع أربعة دبلوماسيين، ولم نقل إنني سأكون بين الدبلوماسيين”.

وبين فورد أن “الترتيبات مع الخارجية السورية، تتضمن وجوب إبلاغهم قبل 48 ساعة وفي حال لم تعترض نمضي في تنفيذ ما قلنا، لذلك، سافرت مع أني لم أتوقع أن يسمح لنا بالدخول إلى حماة”، مضيفاً أن “السفير الفرنسي اريك شوفالييه كتن هناك ولكن في سيارة مختلفة”.

وأوضح فورد أنه كان ضد إعلان الإدارة الأمريكية بضرورة تنحي الرئيس الأسد لأن “ذلك سيعقد عملي في دمشق”، مشيرا إلى أن “ضغوطا كبيرة مورست على الرئيس أوباما من الجمهوريين والديموقراطيين وبعض الدول العربية لإطلاق هذا التصريح”.

وأضاف فورد “قلت لهم إن التصريح لن يغير شيئاً في دمشق، قد يغير الحركة الاحتجاجية، لكن قطعاً لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة سياسيا”، مبيناً أنه كان يتكلم من خط غير آمن “ولم يستطع القول إن الأسد لن يتنحى لأنه كان يعرف أن المخابرات السورية تسمع اتصاله”.

وأضاف فورد “أنه في نهاية 2013 كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام، وسيفاوض على صفقة وحل تفاوضي لتشكيل حكومة ائتلافية مع معارضين ومستقلين” مردفا “أكبر خطأ سياسي ارتكبته، أني لم أتوقع أن ترسل إيران وحزب الله آلاف المقاتلين لأجل (الرئيس بشار) الأسد”.

وعن قصف الأمريكيين للجيش العربي السوري في التنف، قال فورد “لماذا فعلوا ذلك؟ ليس لدفع الأسد للوصول إلى حل سياسي وتفاوضي بل للدفاع عن مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون “داعش”.

وأضاف فورد “هناك فرق بين محاربة “داعش” والسعي للحصول على تنازل من الأسد حول مستقبل سوريا، الأمر الأخير، إدارة ترمب لن تقوم بذلك”، معلناً “سينسحب الأميركيون (من سوريا) كما تعرف انسحبنا من بيروت في 1983 وانسحبنا من العراق أيضا”.

واعتبر فورد أن “الأسد ربح، وأنه منتصر، أو هو يعتقد ذلك، ربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد، وبعض الوقت سيستعيد درعا، ثم عاجلًا أو آجلًا سيذهب إلى إدلب، سيساعده الروس وسيذهب إلى القامشلي ويعقد اتفاقًا مع إيران وتركيا لتدمير الكرد”، حسب قوله.

ولفت فورد إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عامل وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، في لقائهما في أيلول من عام 2013 كـ “طفل”.

وعن هدف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في سوريا أكد فورد أنه “يريد تقليص النفوذ الإيراني لكن لا يعرف أن اللعبة انتهت، تأخروا كثيراً، أوباما لم يترك لإدارة ترامب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها”.
يذكر أن السفير السابق روبرت فورد يعد من أكثر الشخصيات عدائا للدولة السورية، وكان أعلن غير مرة دعمه لـ “الثورة السورية”، وكان فورد غادر دمشق في 2012، لكن بقي مبعوث أميركا إلى سوريا إلى أن استقال في 2014 وأصبح باحثاً في “مركز الشرق الأوسط” للأبحاث في واشنطن ومدرساً في جامعة ييل.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى