فلاش

” سوا ” أول فرقة مسرحية يؤسسها مقاتل في الجيش العربي السوري

لأن الحرب لا تتجزأ، ترافق الصراع مع التنظيمات المتشددة مع صراع من نوع آخر في الجبهة الداخلية بما يدور فيها من تقصير ومن انتهاكات، جبهة أبطالها أناس يعيشون في ظل الفقر والحاجة لأنهم يقدرون أن الوقت حرب، وأن ثمة جنود على الجبهات هم أبناؤهم ولا بد أن يعودوا اليهم منتصرين، في حين تلتهم أحلامهم أفواه الفاسدين.

أسس رواد ابراهيم فرقته المسرحية في حمص بعد عام على التحاقه بصفوف الجيش العربي السوري عام ٢٠١١، فشنّ في إجازاته حرباً من نوع آخر، حرب الكلمة مع الفاسدين و المزاودين، وأشار بنقد لاذع إلى مواطن التقصير، فالهم الأكبر لديه هو النصر، نصر الفقراء و “المعترين” على خفافيش الظلام في جبهات القتال، ونصر الفقراء على الفاسدين في الجبهة الداخلية.

وعن فرقته، قال المقاتل رواد ابراهيم لتلفزيون الخبر “نقوم بتدريب الممثلين، مدنيين وعسكريين، على العروض المسرحية في قبو تم استئجاره في حي الزهراء وبأبسط ظروف يمكن أن تتوفر لفرقة مسرحية، حيث نجمع التبرعات من الممثلين لندفع الإيجار ومستلزمات العمل فهدفنا تقديم الفكرة بغض النظر عن الظروف التي عشناها لتنضج، وتصبح مسرحية متكاملة”.

وأنتجت الفرقة سبعة أعمال مسرحية صورت من خلالها، بحسب ابراهيم، “الواقع السوري وقدمته بطريقة نقدية هدفها الإشارة إلى الخطأ وتصويبه والوقوف الى جانب الفقراء، فالفقراء يدفعون الضريبة الأكبر في هذه الحرب فالمقاتل يقف في صف الجوع الكافر ما دام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار كما يقول مظفر النواب”.

وأضاف رواد ابراهيم أن “الهدف من مسرحياته تسليط الضوء على الواقع السوري في ظل الحرب، فنعمد على نقد الواقع والإشارة الى الخطأ”، مضيفاً أن “هناك قوى إرهابية نواجهها في الجبهة وهناك أهل المقاتل يتصارعون مع أناس في الداخل مع قوى غير نظيفة”.

وتتدرب الفرقة خلال شهر رمضان على مسرحية ناقدة بعنوان حارة تل العجر، التي تنقسم إلى 6 مشاهد و كل مشهد هو انعكاس للواقع السوري في جميع المحافظات ويتجسد فيها الأشخاص الانتهازيين والأشخاص الذين يرتدون الزي العسكري وهم بعيدون عن جبهات القتال، كما تتحدث المسرحية أيضاً عن الحب الذي ينتهي في رحم البداية، لأن أحد أركانه شاب جامعي لا يمتلك مالاً ولا عملاً وواسطة لتساعده في الحصول على وظيفة.

وكشف ابراهيم أنه “في أحد المشاهد هناك نقد لاذع عن ضعف الخدمات وعن سرقة المعونات الغذائية والمحروقات واستغلال اسر الشهداء، وعن الإهمال الطبي والمستشفيات، وكيف أصبح بعض الأطباء تجار عقارات وتجار سيارات وهم لا يمتلكون أقل إحساس بالمسؤولية تجاه الشعب الفقير”.

وعن المشهد الأخير في مسرحيته الذي يسخر فيه من زيارة المسؤول إلى المناطق السورية وأجوبته على مطالب الناس، قال ابراهيم “يجسد في هذا المشهد تهافت الناس للاحتفاء بالمسؤول”.

وتابع ابراهيم “وخلال استماعه لطلباتهم يرد على طلب نقص المياه بتخصيص مبلغ 350 مليون لمد المياه من جبال زاغراوس الى حارة تل العجر، وعن طلب أحد المواطنين بتخفيض الأسعار لأنها أصبحت “نار”، ويرد المسؤول بتخصيص مبلغ 220 مليون لدعم فرق الاطفاء لاخماد النيران في المناطق الحراجية والتي قد تهدد حيوان الضبع من الانقراض”.

ووجه المقاتل رواد نقداً لوسائل الاعلام المحلية التي نقلت زيارة المسؤول وأهملت صرخة الجامعي العاطل عن العمل لتبدأ بالحديث عن تكاثر الاسماك.

وبّين رواد أنه “التحق بصفوف الجيش العربي السوري في بداية الأحداث في حمص وقاتل في معظم المناطق الساخنة في حمص انطلاقاً من حمص القديمة والبياضة وبابا عمرو والوعر وصولا الى داريا بريف دمشق وإدلب وريفها”.

وأشاد بالضباط المشرفين على عمله العسكري وتشجيعهم له، مشيراً إلى التسهيلات التي لقيها من الجهات الأمنية عند تصويره فيلماً وثائقياً في حمص القديمة قائلاً “هم في الحقيقة لم يطلعوا بشكل كامل على طبيعة الفيلم ولكن شجعوني كوني مقاتل بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية كوني من أبناء المدينة ونتحدث عن وجعها بالعموم”.

يذكر أن فرقة “سوا” المسرحية قدمت سبعة عروض في حمص ومحافظات أخرى، كما أنهم أنتجوا 3 أفلام وثائقية اهتمت بمعظمها بوجع الناس ومعاناتهم في ظل الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري منذ سبع سنوات.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر -حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى