فلاش

ماذا تعرف عن حي جوبر الدمشقي ؟

اشتهر حي جوبر الدمشقي في السنوات الأخيرة، سنوات الحرب، باعتباره أحد خطوط التماس الأشهر بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المتشددة المسيطرة عليه، وشهد الحي في الفترة الأخيرة هدوءاً نسبياً، ما لبثت أن عادت المعارك إليه بقوة.

ويقع حي جوبر في شمال شرق دمشق، بين باب توما والقصاع والتجارة غرباً والقابون شمالاً وعين ترما وزملكا شرقاً وعين ترما والدويلعة جنوباً، وقربه من ساحة العباسيين جعله هدفاً مهماً للتنظيمات المتشددة منذ بداية الحرب السورية.

كما يعتبر حي جوبر بوابة الغوطة الشرقية إلى مدينة دمشق وهي شريان اقتصادي لها بما فيها من تعدد مجالات العمل من مهن شعبية وحرفية وطبية وتجارية وصناعات صغيرة.

وتعود تسمية جوبر نسبة لغار كان يختبئ بها النبي إلياس، وكان به جب صغير (بئر ماء) وكانت المنطقة برية (غابة) فسمي المكان (جب بر) وتطورت التسمية إلى جوبر، وهذا الجب يقع الآن ضمن الكنيس اليهودي الموجود في الحي الذي كان يرتاده بعض اليهود السوريون والزوار.

وعد كثير من المؤرخين حي جوبر المكان الثاني لليهود في دمشق قديما حيث يوجد فيها كنيس (دار العبادة عند اليهود) وهو أقدم كنيس يهودي في العالم ويقع في شارع المدرسة في وسط البلدة وفيه أقدم توراة في العالم، والتي هربها عناصر التنظيمات المتشددة إلى أصدقائهم “الإسرائيليين “، وكذلك مقام النبي الياس ومقام الخضر.

كما يوجد في جوبر حمام عام يسمى الحمام القديم ويعود تاريخ بنائه إلى الاحتلال التركي قبل نحو 650 سنة، ويوجد فيه أقدم نادي رياضي في سوريا وهو نادي ميسلون الرياضي.

ويوجد في حي جوبر العديد من المساجد والمقامات أشهرها مسجد جوبر الكبير المعروف باسم “الأصمعي” نسبةً إلى مقام عالم اللغة المشهور الأصمعي بجانبه، ومسجد الصحابي الجليل بن الوليد حرملة بن الوليد ابن خالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وقبره داخل المسجد وهو شقيق الصحابي خالد بن الوليد، وكذلك جامع الصحابي محمد الأوس في حي الآسية، وجامع العمادية الذي يعد من أقدم مساجدها.

ويعرف عن جوبر مثل شعبي قديم متداول في دمشق يقول “يهود خيبر ولا أهل جوبر” وهو مثل محور ومحرف وأصله هو “إسلام جوبر ولا يهود خيبر”، ويقال في أصل هذا المثل أن جوبر كانت أساساً أحد أكبر تجمع اليهود في العالم قديماً بعد خيبر في المدينة المنورة أو بمسماها القديم يثرب.
وأثناء الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام وتحديداً في عهد الخليفة عمر بن الخطاب استطاع المسلمون فتح بلاد الشام بأكملها بعد معارك في محيط كافة المدن في مناطق سوريا وكافة بقاع الشام، وطبعا جوبر كانت أحد البوابات التي دخل منها الفاتحون المسلمون، وعندما شاهد اليهود حسن تعامل أهل المنطقة من المسلمين الفاتحين، أطلق اليهود على أنفسهم هذا المثل.

وتتابع الروايات، نشب خلاف على أرض البيدر عند مدرسة البيدر، مدرسة الجهاد العربي التي كانت بيدر قمح لأهالي الحي قديماً، بين أهل الحي واليهود بسبب ادعاء الأخيرين أن الأرض هي حرم للكنيس وهي في الحقيقة لأهل الحي وفي ذاك الزمان كان اهل الحي حطابون وأراضيهم في وادي جوبر وهو منطقة عين ترما اليوم.

فقرر وجهاء الحي عقد اجتماع مع حاخام اليهود وتم تحديد الموعد وخلال ايام قام حطابو الحي بنقل أشجار ضخمة من الوادي وزرعها في البيدر، وفي اليوم الثاني جاء الحاخام وحكم بملكية الأرض لأهل الحي باعتبار أن الاشجار معمرة وهنا بان ذكاء أهل جوبر وتم إطلاق المثل من اليهود وأهل جوبر يعتزون ويفتخرون بهذا المثل.

مع بداية الحرب على سوريا لمع اسم حي جوبر، حيث شهد مظاهرات أكبرها في 22 نيسان 2011، حيث تجمع المتظاهرون، ومنهم مسلحين، إليها من بلدات الغوطة ومن أحياء دمشقية عدة بهدف التقدم نحو ساحة العباسيين التي لا تبعد عن أطراف جوبر أكثر من 500 متر للاعتصام فيها ولكنهم لم ينجحوا.

ومع أواخر العام 2012 تحول الحي الى خط المواجهة الأكثر تقدماً مع الدولة السورية على تخوم العاصمة وبدأت من حينها المعارك بين كر وفر بين طرفي القتال، ومن جوبر عانى سكان دمشق، خصوصا باب توما والقصاع والقيمرية والتجارة وغيرها من أحياء دمشق، من القذائف التي كان يطلقها مسلحو جوبر.

ويخضع حي جوبر حالياً لسيطرة عدة فصائل متشددة من المسلحين أبرزها تنظيم “جبهة النصرة” و “فيلق الرحمن” وحركة “أحرار الشام”، ويعد كغيره من الأحياء التي تتواجد به ، هنالك أنفاق تربطه بالغوطة الشرقية سواء أنفاق لعبور السيارات او لعبور المشاة وكأنها مدينة فوق الأرض وأخرى تحتها، واعتاد مسلحو جوبر الهجوم على نقاط الجيش العربي السوري في محيط حي جوبر مستخدمين شتى الوسائل لمحاولة إحداث خرق والتقدم باتجاه العباسيين.

وكان أحدث هجوم للمسلحين هو يوم الأحد الموافق 19/3/2017 تلاه هجوم آخر في 21/3/2017، حيث قام المسلحون بالهجوم على نقاط الجيش العربي السوري في محيط حي جوبر، وتمكن الجيش العربي السوري من احتواء الهجومين ورد المسلحين.

علي خزنه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى