سوريين عن جد

في الذكرى التاسعة لرحيله .. الثوريون لا يموتون أبداً يا حكيم

 

في 26 كانون ثاني من عام 2008 رحل حكيم الثورة الفلسطينية والرجل الذي رفض كل المغريات بمقابل التخلي عن حقه وبيته في فلسطين، الرجل الذي قال لا في وجه كل من أذعن.

ولد جورج حبش في الأول من آب من عام 1925 في مدينة اللد الفلسطينية المحتلة، وهجر مع أهله في 1948 بعد احتلال المجموعات “الاسرائيلية” لبيته، ونزل مع أهله في لبنان حيث كان يكمل تعليمه.

قبل مشاركته في تأسيس “حركة القوميين العرب” عام 1956، أسس حبش مع رفاقه “كتائب الفداء العربي”، ثم انتقل حبش إلى الأردن، ومن هناك بدأت حركة القوميين العرب عملها، وقبلها كان حبش تخرج من كلية الطب لذلك لقب بالحكيم.

وتنقل الحكيم بين دمشق وعمان وبيروت، وعمل على تأسيس فروع للحركة في بلدان عربية أخرى كليبيا والسودان، وزار القاهرة والتقى الرئيس جمال عبد الناصر.

وفي عام 1967 أسس الحكيم مع عدد من رفاقه منهم وديع حداد ومصطفى الزبري “أبو علي مصطفى” الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تبنت الفكر الماركسي اللنيني كأيديولوجيا.

اشتهرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيامها بعمليات ضد كيان الاحتلال “الاسرائيلي” في داخل الاراضي المحتلة ولكن الأشهر ما قامت به خارجها من خطف طائرات، و هو أسلوب اشتهرت به الجبهة الشعبية، إلى هجمات على سفارات العدو.

وبعد أحداث أيلول الأسود عام 1970 والاقتتال الذي جرى في الاردن بين الفصائل الفلسطينية والدولة الاردنية اضطر حبش للانتقال إلى لبنان، حتى عام 1982 حيث استقر الحكيم في دمشق حتى عام 2003 حيث انتقل للاردن وظل حتى نهاية عمره.

اشتهر الحكيم برفضه أي تعامل مع كيان الاحتلال، فرفض رفضا قاطعا تقديم طلب لـ “الاسرائيليين” للعودة إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية، وكان له الصوت الأعلى برفض مقررات مؤتمر أوسلو التي جاءت لصالح العدو بحسب حبش.

وظل الحكيم أمينا عامل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ انشائها وحتى عام 2000 حيث أعلن استقالته ليخلفه رفيق دربه “أبو علي مصطفى” الذي اغتاله “الموساد” بعد أقل من سنة، ليخلفه أحمد سعادات الذي اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002 وحتى اليوم ما زال في معتقلا.

رفض الحكيم في حياته أي مفاوضات حول فلسطين وآمن بالعمل الثوري وبالقوة كطريق لاسترجاع الحق، ووقف في وجه ياسر عرفات حين وقع عقد العار في اوسلو، وهاجم منظمة التحرير الفلسطينية، وهاجم الرئيس المصري أنور السادات بعد زيارته لـ”اسرائيل”، وهو القائل ” عار على يدي إذا صافحت يدا طوحت بأعناق شعبي”.

وفي عام 2008 وإثر جلطة قلبية توفي حكيم الثورة الفلسطينية وأحد أهم أعمدة العمل الثوري فيها، وأحد أهم من اعتنق الفكر الشيوعي وعمل به، ورحل من آمن بفلسطين من البحر إلى النهر عن عمر ناهز 82 عاما ودفن صاحب جملة “ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة” في عمان.

علاقة جورج حبش بالحكم في سوريا شهدت توترا مرتين، حين قال الحكيم رأيه علنا عند حرب المخيمات في لبنان وقضية تل الزعتر، وأخرى في الحرب العراقية ضد الكويت التي وقف فيها الحكيم موقفا مغايرا لأغلبية العرب، ولكن في كلا المرتين ربح الحكيم في سوريا احتراما أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى