سوريين عن جد

9 شباط يوم مار مارون السوري

 

يحتفل أبناء الطائفة المارونية المسيحية في العالم بعيد شفيعهم وقديسهم ومؤسس طائفتهم القديس السوري مار مارون ي 9 من شباط من كل سنة.

ولا يعرف تاريخ ثابت حول ميلاد القديس مارون، وتختلف المصادر والكتب على ذلك، ولكنها تتفق على أن القديس مارون كان من النساك الزاهدين في مدينة قوروش السورية، التي تسمى حاليا النبي هوري في ريف مدينة حلب.

ويحج أبناء الطائفة المارونية إلى منطقة براد في ريف حلب التي اتفق العلماء بعد عمليات التنقيب والحفر التي جرت في عام 2010 أن جثمان القديس المؤسس لطائفتهم مدفون في هذه المنطقة.

وتقول الكتب والمصادر المسيحية أن القديس مارون كان أحد نساك العراء من الزاهدين في ريف حلب وكان كاهناً في منطقة قورش وعاش على قمة جبل كان فيما سبق معبداً وثنياً، تحول لاحقاً إلى كنيسة، في منطقة كالوتا في ريف حلب.

وتروي المصادر عن القديس مارون أن حياة التقشف والزهد النسك جمعت حوله عدداً كبيراً من الناس، حيث كان يقف من مكان تنسكه ويعظهم ويرشدهم ويدعو للمسيحية التي انتشرت بفضله في المنطقة التي كان يغلب عليها الطابع الوثني وخصوصاً عبادة الإله “نبو”.

وتورد المعلومات أنه وعند وفاة القديس مارون حوالي عام 410 اختلف أبناء المنطقة والقرى على أحقية دفنه، وكل قرية ادعت أنها الأحق، وبحسب المصادر التاريخية فإن قرية أبناء إحدى القرى كثيرة العدد، اتفق أنها براد، نجحوا في دفن الجثمان عندهم، وذلك خلافاً لوصيته التي أوضح بها أنه يريد أن يدفن بجانب أحد القديسين المعروف باسم القديس زابينا.

وحوالي القرن السابع قام أحد تلاميذ القديس مارون وهو القديس يوحنا مارون بنقل هامة القديس مارون إلى لبنان وأسس كنيسة باسم “ريش مارون” أو رأس مارون ي منطقة كفرحي، ثم نقلت الهامة أثناء الحروب الصليبية إلى ايطاليا لمدينة فولينيو وعادت عام 1999 بطلب من البطركية المارونية إلى دير ريش مارون.

وتتلمذ على يد القديس مارون كثير من الأشخاص أشهرهم ابراهيم القورشي الذي انتقل إلى لبنان للتبشير وسكن عند نهر أدونيس الذي غير اسمه إلى نهر ابراهيم تيمنا به، ومن تلاميذه أيضاً أغابيتس الذي أسس عدة أديرة في منطقة أفاميا، ولم يقتصر تلامذة القديس مارون على الرجال بل تبرز أسماء نساء منهن كيرا ومورانا ودومنينا.

ويقدر عدد أبناء الطائفة المارونية في العالم بأكثر من 3 ملايين شخص، أغلبية كبيرة منهم تعيش ي لبنان حيث مقر البطريركية المارونية، ويتوزع البقية ي المناطق المجاورة كسوريا، وينتشر عدد من الموارنة في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية والمكسيك واستراليا.

وتعرف الكنيسة المارونية أو بالاسم الكامل الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية نفسها بأنها “كنيسة أنطاكية سريانية ذات تراث ليتورجي خاص”، وتعترف ببابا الفاتيكان، وفي الوقت نفسه تحتفظ الكنيسة المارونية التي تعد إحدى أكبر الكنائس المشرقية، برئيس لها هو البطريرك الماروني بكركي في كسروان في لبنان، حاليا هو البطريرك بشارة الراعي، ولها 27 أبرشية حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى