علوم وتكنولوجيا

“16 سايكي” الهدف القادم لناسا: تاريخ الأرض الجيولوجي أم مستقبلها الاقتصادي؟

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن مشروع مشترك مع جامعة أريزونا الحكومية، لإرسال مركبة فضائية غير مأهولة لاستكشاف كويكب يحمل اسم “16 سايكي”.

و تنطلق المهمة التي تحمل اسم “سايكي” في تشرين الأول عام 2023، و تستغرق رحلتها إلى الهدف سبعة أعوام، لتصل إليه عام 2030، حيث من المخطط لها أن تقضي سنة كاملة في إجراء دراسات علمية على الكويكب.

و يبلغ قطر كويكب “16 سايكي” أكثر من 200 كيلومتر، و يتميز بأنه مكون بكامله من المعدن، على عكس بقية الكويكبات المعروفة، و التي تكون عادة ذات طبيعة صخرية أو جليدية.

و بحسب بيان صادر عن وكالة ناسا، يُعتقد أن “16 سايكي” مكون بشكل أساسي من معدنَي الحديد و النيكل، ما يجعله شبيهاً إلى درجة كبيرة بنواة كوكب الأرض.

و انطلاقا من هذا الشبه، يعتقد العلماء أن “16 سايكي” كان بدوره نواة لكوكب يقارب في حجمه كوكب المريخ، و أن هذا الكوكب فقد طبقاته الخارجية الصخرية “نتيجة لعدد من الاصطدامات التي حدثت قبل بلايين السنين”.

و أضاف بيان الوكالة: “ستساعد هذه المهمة العلماء على فهم الآلية التي انقسمت من خلالها الكواكب و غيرها من الأجرام، خلال تاريخها الباكر، إلى طبقات مختلفة (النواة، و الوشاح، و القشرة).”

إلا أن طبيعة الكويكب المعدنية تعطيه أهمية فائقة تتجاوز العلم إلى الاقتصاد و تحديداً الصناعة، إذ يمكن وصفه بأنه “منجم فضائي” يدور حول الشمس.

ووفقاً لليندي إيلكنز-تانتون، و هي كبيرة الباحثين في المهمة، تقدر قيمة الحديد الذي يحمله الكويكب بعشرة آلاف كوادريليون دولار أمريكي (الكوادريليون يعادل مليار مليون)، أي ما يعادل مئة ألف ضعف قيمة الناتج الإجمالي العالمي لعام 2014.

ويصر فريق العمل في المهمة على أن الهدف منها علمي بحت. وفي تصريح لقناة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، قالت كارول بولانسكي المشرفة العملية على المشروع: “سيكون الهدف أن نعمق معرفتنا حول كيفية تشكل الكواكب، و لن نحاول العودة بأية مواد لاستخدامها في أغراض صناعية”.

ومن جانبه قال ديفيد أُوْه، مهندس النظم في المهمة، في تصريح للقناة ذاتها: “دعونا أولاً نكتشف ممَّ يتكون الكويكب، و ليقرر الناس من بعدها ما يشاؤون فعله به”.

و يعود اكتشاف “16 سايكي” إلى عام 1852، حيث كان الخامس من بين تسعة كويكبات اكتشفها عالم الفلك الإيطالي أنيبال دي جاسباريس، و سُمي الكويكب بهذا الاسم تيمناً بشخصية من الميثولوجيا اليونانية. أما الرقم 16 فيأتي من كونه يحتل المرتبة السادسة عشرة بين الكويكبات من حيث التعاقب الزمني لاكتشافها.

يُذكر أن معاهدة الفضاء الخارجي المعمول بها منذ عام 1967، و التي تحمل توقيع 105 دول من ضمنها الولايات المتحدة و الصين و روسيا، تحرِّم على أية دولة تملك أي جزء من الفضاء الخارجي أو ادعاء السيادة عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى