سوريين عن جد

وليم الصليبي .. حكاية شهيد تروي بطولة الرجال في أرض المعركة

 

قرب ساحة ترابية وسط قرية الأشرفية ، بريف حمص الشمالي ، حيث تركت القذائف العشوائية آثارها في منازل المواطنين، يستقبل أهل الشهيد وليم الصليبي المعزين الذين بالكاد يصلون الى القرية بأمان ، سالكين طرقاً ترابية و سواتر على جابني الطريق ، مصرين على أداء واجب العزاء ، على مدار شهر من الزمن …

كيف لا؟ وصاحب العزاء شهيد من أبطال الجيش العربي السوري، له بصمات يتحدث عنها رفاقه وأهله وابناء قريته، تتلخص بالشهامة والرجولة المنقطعة النظير .

تحدث ” يونس الصليبي ” والد الشهيد الرائد وليم الصليبي لتلفزيون الخبر، عن حياة ابنه العسكرية ، مصححاً في كل حين عدد المرات التي أصيب بها ابنه قبل استشهاده ، ففي كل معركة يذكرها الأب في حديثه ، يرتفع عدد اصابات الابن ، فيرفع الاب رأسه بشموخ مع ابتسامة حادة ، في اشارة ضمنية الى ان الشهيد قاتل هنا وأصيب .

وقال المهندس محمود الصليبي ” عم الشهيد ” ان الشهيد وليم تخرج برتبة ملازم من الكلية الفنية الجوية عام 2008 وعمل بعدها في مطار دير الزور العسكري قبل أن ينتدب لصالح المخابرات الجوية لمدة عام ويعمل في جبهات الاشتباك مع تنظيم “داعش” في أحياء دير الزور ، فأصيب حينها بشظايا قذيفة (آر بي جي ) ليتعافى بعدها ويعود للخدمة.

وأضاف والد الشهيد في حديثه لتلفزيون الخبر إن ابنه خضع لدورة تحويل اختصاص بعد شفائه من الاصابة الأولى ، وتم فرزه لصالح القوات الخاصة في حلب فأصيب مرة أخرى في جبهة خان طومان بريف حلب الجنوبي ثم ليشارك مع وحدته العسكرية في معركة مطار منغ بمؤازرة اللجان الشعبية فكانت ارادة القدر أن يصاب بطلقة قناص تركته طريح الفراش لأربعة أشهر.

وتابع الوالد شارحا ،خضع وليم الى فحص طبي و كانت نتيجته حصوله على عجز بنسبة تزيد عن 35 % وقررت قيادته الحاقه بقيادة الفوج ” خدمات ثابتة ” .

وفي عام 2014 عاد الى الميدان الى حواجز الراموسة في مدخل حلب الجنوبي وبقي هناك الى ان شنت المجموعات المسلحة هجوما باتجاه الراموسة وأثناء الاشتباك أصيب أيضاً بطلق ناري في كتفه .

ثم دخل الى المشفى وخضع للعلاج ليعود مجددا الى قطاع الراموسة و بعدها حصل على اجازة في المنزل وخلال اجازته حصل هجوم على الراموسة فقطع اجازته والتحق بوحدته العسكرية ليشارك زملائه في صد الهجوم على حلب.

يصمت الأب قليلا.. وبعينين دامعتين وبجسارة الرجال يقول” كانت إرادة الله ان يستشهد ابني بطلقة قناص في معارك الراموسة فانتهت رحلته في هذه الحياة التي لم ير فيها سوى الحرب ، وحقق رغبته في الشهادة التي طالما رددها أمام أمه المكلومة “.

يذكر ان الشهيد الرائد وليم يونس صليبي من مواليد قرية الاشرفية ويعيش في منزل ذويه ، وله أخ واحد ” المهندس قيس ” الذي ما يزال في الخدمة العسكرية برتبة ملازم مجند.

محمد علي الضاهر _ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى