سوريين عن جد

هكذا استشهد سلمان حديد .. تلفزيون الخبر في منزل الشهيد بحمص


“ انظري يا أماه ما أجملهم وهم يحيون العلم “ تلك كانت كلمات الشهيد سلمان حديد عندما كان في الصف التاسع وهو يشاهد العرض العسكري على القناة الرسمية

قال تلك الكلمات وهو مؤمن بأنه سيكبر ويتطوع ويحيي العلم ، مثلهم تماماً .ولم يكن يعلم أن صورته وهو يقبل العلم ستصبح أكثر الصور انتشارا على صفحات التواصل الاجتماعي بعد استشهاده

الشهيد الشرطي سلمان عصام حديد من مواليد 24/1/1995 تقدم للتطوع في الكليه الحربية بعد أن نال الشهادة الثانوية ولم يقبل، فتطوع في قوى الأمن الداخلي في دمشق بتاريخ 15/5/2015 والتحق فورا بعد تخرجه بمكان فرزه بمدينة دير الزور

يقول والده ابو وليم لتلفزيون الخبر “لم نره إطلاقا بعد تخرجه من الدوره وبقي تواصلنا على الهاتف وبشكل شبه يومي”

أصيب سلمان خلال الاشتباكات مع تنظيم “داعش” بطلقة قناصة في الرأس،في أيلول الماضي وأمضى فترة استراحة الطبية في مكان خدمته حتى تعافى فالحمد لله لم تكن الإصابة قاتلة، كما قال والده عصام حديد.

وتابع ابو وليم حديثه لتلفزيون الخبر : في بداية الهجوم على مواقع الجيش في دير الزور، اتصلت بالشهيد سلمان وقال حينها أن الوضع مقبول وأنهم صامدون في مواقعهم.

وبعدها أصبح هاتفه خارج التغطية فارسلت له رسالة عبر الهاتف الجوال طلبت فيه أن يخبرنا عندما يصبح ضمن التغطية.

وفي صباح 17/1/2017 اتصل باخته يمامة واطمأن عنها وطلب أن يتحدث مع أمه، والتي اعتذر منها كون اتصاله جاء مبكرا، ولكن لابد أن يخبرها أن حقيبة الثياب التي أرسلتها منذ 4 أشهر وصلت اليوم إلى دير الزور واستلمها من أحد زملائه في الأمن العسكري

وعن خبر استشهاده يقول والد الشهيد : كان جوالي مع حفيدتي الصغيرة وانا نائم ، فايقظتني الصغيرة بسبب الاتصالات المتكررة ليتبين ان المتصل هو المقاتل ابو تمام علي هزيم ليخبرني ان ابني استشهد في احدى النقاط المتقدمة فواساني ونقل تعازي رفاقه لنا وأنهى المكالمة وانا لا أصدق..

ويتابع أبو وليم : وبعد ربع ساعة اتصلت بصديقه أحمد ( من حلب ) لأستفهم منه عن استشهاد سلمان فقال لي : اصيب احد رفاقنا في نقطة متقدمة وحاول سلمان الذي يبعد عنه 30 مترا ان يقوم بسحبة فأصيب بطلقة قناص في خاصرته والتي سببت استشهاده في وقت لاحق

وأضاف أحمد : لقد أوصاني الشهيد بعتاده العسكري ، رشاش ، بندقية ، ذخيرة …وطلب قبل رحيله ان احافظ على أغراضه وأن أسلمها الى قائد وحدته

ويتابع “ لم استغرب عن ابني الشاب هذه الوصية فهو الشاب الامين المخلص في كل عمل عمله ، فكيف اذا كان العمل هو الدفاع عن سوريا وأرضها ضد قطعان “داعش” “
ويقول خال الشهيد أيمن ابراهيم لتلفزيون الخبر : لقد فقدنا باستشهاد سلمان اغلى الشباب واقربهم الى قلبنا ونحمد الله انه لم يقع في الاسر واستشهد في القتال ، فجميعنا مشاريع للشهادة ولولا هؤلاء الشهداء لما بقينا وبقيت سوريا

وبحسرة الام المكلومة تطالب والدة الشهيد ان ترى جثمان ولدها الذي لم تودعه لحظة التحاقه في مكان فرزه ولم تودعه لحظة استشهاده ، وترغب ان تبني له ضريحاً تزوره كغيرها من الأمهات

وتعتب أم وليم على قيادة شرطة حمص والتي لم تبادر الى العزاء أو الى الاتصال بأهله حتى وهو الذي أحب عمله ولم يتغيب يوماً عن أداء واجبه العسكري ، كما قالت

يذكر أن الشهيد سلمان حديد متطوع في صفوف الامن الداخلي وهو عازب ويقيم مع ذويه واخوته الثلاثة في حي المهاجرين بحمص

محمد علي الضاهر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى