ميداني

نازحو دير الزور إلى الحسكة يروون حكايات هروبهم من ” داعش ” عبر طريق الموت

يعاني المئات من أهالي محافظة دير الزور النازحين من مناطق سيطرة تنظيم ” داعش ” إلى محافظة الحسكة، الأمرّين، حتى يتمكنوا من الخروج من تلك المناطق، وخاصة بعد تدمير الجسور الحيوية في المحافظة، وسط استغلال المهربين ومخاطر الطريق والظروف الصعبة التي تنتظرهم على حاجز رجم الصليبي العائد لوحدات حماية الشعب و مخيم الهول شرق الحسكة .

وقال “ط .س” أحد الواصلين إلى مدينة الحسكة من “رحلة الموت” لتلفزيون الخبر : قررت الهروب أنا وعائلتي من ريف مدينة دير الزور رغم المخاطر الناتجة عن قرارانا إلا أن تدهور حالة طفلتي الصغيرة الصحية ،المصابة بمرض الناعور حيث تحتاج كل فترة لتغير دمها رغم المخاطر، دفعنا إلى ذلك .

وأضاف ” بدأت رحلة الموت بعد أن اتفقت مع أحد المهربين ( المقرب من تنظيم ” داعش ” ) على إخراجي وعائلتي من منطقتنا بريف دير الزور إلى محافظة الحسكة، وطلب مني مبلغ 100 ألف ليرة سورية على كل فرد من عائلتي وبعد مفاوضات تم تخفيض المبلغ إلى 175 ألف عني و عن زوجتي وطفلي باعتبار لدي طفلة مريضة” .

وتابع حديثه لتلفزيون الخبر ” وبعد مسير على الأقدام لمسافة تقدر بأكثر من 20 كم وبظروف صعبة جدا، تجاوزنا حواجز تنظيم ” داعش ” في قرية أبو حامضة وبمنطقة تسمى وادي الرمل والذي زرعه التنظيم بحقل من الألغام والتي أدت لمقتل العشرات من الهاربين، وصلنا بعدها إلى احد حواجز ” وحدات حماية الشعب” في قرية رجم الصليبي شرق جنوب مدينة الشدادي” .

وأوضح “أنهم قضوا أكثر من 8 أيام وهم ينامون في العراء وعلى التراب مع المئات من النازحين ( نساء و أطفال و شيوخ ) بدون تقديم أي مساعدات، مضيفا، “تم قصفنا في إحدى المرات بعدد من قذائف الهاون من قبل تنظيم ” داعش ” والتي أصابت سواتر الحاجز بقرية رجم الصليبي “.

وأشار “ط.س” إلى أنهم كانوا يشترون كل ما يحتاجونه من ماء و خبز و غذاء من جيوبهم و بأسعار باهضة حيت تم بيع علبة الماء الصغير بــ 500 ل.س و كيس الخبز السياحي بــ 1000 ل.س ، وكان يتم إدخال عدد من النازحين معنا كل أسبوع بعد وصول قائمة بأسمائهم إلى عناصر ” الحاجز “.

وأضاف، بعد مرور 8 أيام تم نقلنا إلى مخيم الهول شرق الحسكة عن طريق سيارات تابعة لقوات ” الاسايش ” مشيرا إلى انه وبعد أن أطلع القوات على حالة الطفلة المريضة ، وبعد عدد من المحاولات سمحوا لنا أنا وعائلتي بالدخول إلى مدينة الحسكة نتيجة وضع طفلتي الصحي وتم منحي ورقة خاصة لتنقل داخل مدينة الحسكة .”

وأضاف “تركنا خلفنا في مخيم الهول المئات من الأسر الديرية حيث روى عدد منهم لنا كيف وصلوا، ومروا في حقل الألغام، ومنهم من فقد عدداً من أفراد عائلته بسببها على الطريق الترابي، في حين لا يزال العشرات من الأهالي المدنيين ينامون في العراء بالقرب من مخيم الهول بدون حتى ” خيم تأويهم ” .

و أكدت مصادر محلية لتلفزيون الخبر ، بان المئات من أهالي محافظة دير الزور متواجدون حاليا ومنذ أكثر من 13 يوما عند حاجز قرية رجم الصليبي بريف الشدادي، وهم يعانون ظروفا إنسانية صعبة، لان اغلبهم من النساء و الأطفال و الشيوخ ولم يسمح لهم بالدخول، وهم يناشدون لحل مشكلتهم باعتبار أن أكثرهم يودون العبور إلى المحافظات الأخرى و أهمها دمشق .

من جانبها قيادة ” وحدات حماية الشعب “قالت لتلفزيون الخبر إنها تقوم بالتفتيش والتدقيق بالأسماء قبل السماح للنازحين بالدخول إلى مخيم الهول شرق الحسكة أو إلى مناطق المحافظة الأخرى ، خوفا من تسلل عناصر تنظيم ” داعش ” مع المدنيين النازحين .

كما بينت قيادة ” الوحدات ” بأنها فككت 714 لغم بمنطقة الهول شرق الحسكة ، بالإضافة إلى تفكيك 5 ألغام كانت مزروعة من قبل مسلحي ” داعش ” على طريق الفاصل بين بلدة الهول و قرية رجم صليبي بريف الشدادي وعلى طول 60 كم ، موضحة بأنه يوجد في مناطق محافظة الحسكة و منطقة عين العرب بريف حلب حوالي 5900 لغم.

يشار إلى أن الآلاف من النازحين و الفارين من أرياف و مناطق دير الزور أو من مدينة الموصل العراقية وصلوا إلى مخيم الهول شرق الحسكة، والذي يعاني من نقص كبير في المستلزمات بكافة أنواعها ، حيث تمكن عدد كبير منهم الدخول إلى مدن محافظة الحسكة .

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى