فلاش

مصالحات وتسويات في دمشق و ريفها.. منها ما طُبق ومنها ما خُرق ومنها ما ينتظر

 

استطاعت لجان المصالحة الوطنية إنجاز عدد من التسويات، والتي كان لها دورها في حقن دماء العشرات من السوريين إن لم يكن المئات منهم إلى جانب إسهامها في “حلحلة” ملف المخطوفين في محافظتي دمشق وريف دمشق حيث أعلنت الحكومة السورية استعدادها لمبادلة المخطوفين بمسجونين لدى الدولة السورية.

واختلفت أنواع المصالحات الوطنية المطبقة في دمشق و ريفها، وكانت الخيارات فيها تتنوع بحسب كل منطقة وخصوصية وطبيعة انتماءات المسلحين فيها، وقدرة المجتمع المحلي على فرض رغباتهم لتقرير مصير البلدة أو المنطقة التي يتواجد فيها فصيل مسلح ويسيطر عليها.

وتنوعت المصالحات بحسب خروج الأهالي والمسلحين من المناطق التي طُبقت فيها، فكان منها ما تمّ فيها خروج جماعي للأهالي والمسلحين، ومنها ما شمل خروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية، وبقاء من يريد تسوية وضعه،ومنها ما اتُفق فيها على تشكيل لجان شعبية مؤلفة من المسلحين الذين تمت تسوية أوضاعهم لتشكيل لجان شعبية ضمن مناطقهم مع خروج المسلحين غير الراغبين في التسوية.

وفي نوعٍ آخر من التسويات بقي المسلحون في مناطق التسوية مع تقديمهم ضمانات بعدم التعرض للجيش والمدنيين.

ودخلت داريا في ريف دمشق تسوية المصالحات التي نصّت على الخروج الكلي للمسلحين والأهالي تحت هذا الخيار، وخرج المسلحون وعائلاتهم كافة الى محافظة ادلب، و اختارت العوائل المدنية الخروج لإدلب نتيجة لحجم الدمار الهائل الحاصل في داريا و انعدام القدرة على العيش فيها.

وكان خيار المصالحات التي نصّت على خروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية وبقاء من يريد، مع قيام الدولة بتسوية وضعه قائماً في بلدات قدسيا – الهامة – المعضمية – وغوطة دمشق الغربية (خان الشيح – زاكية – مقيلبة – ديرخبية) بالإضافة إلى بلدات وادي بردى – عين الفيجة.

وخرج المسلحون غير الرغبين بالتسوية مع عوائلهم وبقي من رغب بالتسوية وتم تسوية وضعه، حيث يمكن وصف الوضع حالياً في هذه البلدات “بالطبيعي” كما في بلدتي قدسيا و الهامة، وفي المعضمية عادت مؤسسات الدولة للعمل في معظمها، و في عين الفيجة عادت الدولة لترميم بناء نبع عين الفيجة الذي تعرض للتفجير من قبل المسلحين أكثر من مرة.

وأتمت بلدة التل تسويتها تحت عنوان خروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية، و تشكيل لجان شعبية مؤلفة من المسلحين الذين تمت تسوية أوضاعهم ليقيموا لجان شعبية لحماية منطقتهم حيث تمّ خروج قرابة 2000 بين مدني ومسلح باتجاه إدلب، و بقاء مايقارب 200 شخص راغب بالتسوية ليكونوا لجان شعبية لحماية مناطقهم.

وتعتبر التسوية التي قامت في برزة والقابون و حي تشرين والتي تعهد فيها المسلحون بعدم التعرض للجيش والمدنيين مع بقاءهم في المنطقة، الأقل استقرارا لناحية الخروقات والالتزام بتطبيق التسوية، حيث شهدت هذه المناطق عدة حالات خطف و”مناوشات” سرعان ما تم ضبطها، ولم تتطور لاشتباكات تطيح بالتسوية.

وتشهد تلك المناطق الثلاثة المذكورة أعلاه استهدافات مكثفة من قبل الجيش السوري لمواقع تنظيم ” جبهة النصرة ” تمهيداً للبدء بعمل عسكري في حال رفض مسلحو تلك المناطق قرار التسوية.

وتبقى عدة مناطق خارج سيطرة الدولة السورية تنتظر عودتها لحضن الوطن وهي: منطقة جوبر و مناطق الغوطة الشرقية التي يتواجد بها عدة فصائل مسلحة وهي ( جبهة النصرة جيش الإسلام. جيش الفسطاط. فيلق الرحمن و فصيل أحرار الشام).

ويُضاف إليها، الحجر الاسود و مخيم اليرموك وبلدات يلدا -ببيلا -بيت سحم-القدم التي يتواجد بها ( جبهة النصرة و داعش وفيلق الرحمن)
وأيضا البلدات الواقعة في أقصى ريف دمشق الجنوبي بلدات بيت جن مغر المير ظهر الأسود التي يتواجد بهم ( جبهة النصرة).

علي خزنة – دمشق – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى