كاسة شاي

ماذا تعرف عن وحش بحيرة نيس “لوخ نيس” ؟

أحد أشهر المخلوقات وأكثرها تداولا في العالم أجمع، وحش بحيرة نيس أو ما يعرف باسم “لوخ نيس”، نسبة إلى بحيرة نيس في اسكتلندا.

منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اللحظة تسجل مشاهدات للوحش الأسطوري وهو يسبح في البحيرة، وألتقطت أكثر من صورة ومقطع فيديو له، وكلها على الرغم من عدم وضوحها تثير المؤمنين بوجوده.

بدأت الأسطورة في بحيرة نيس في مدينة فورت ويليام في اسكتلندا، وهي البحيرة التي يعود تشكيلها إلى العصر الجليدي أي ما قبل 8000 عام، وهذه المعلومة هي من أهم ما يرتكز عليه المؤمنون بوجود “لوخ نيس”.

وأول تسجيل لوجود الوحش كان في عام 560 حيث تروي القصة المسيحية أن القديس كولومبا شاهد الوحش الذي خرج من البحيرة وكاد يهاجمه إلا أنه أوقفه برسم علامة الصليب وقوله “ابتعد عن ابن آدم”.

وتوالت رؤية هذا الوحش الأسطوري وانتشرت القصة واشتهرت وأصبح وحش “لوخ نيس” أحد أهم المخلوقات التي كرس من أجلها برامج وتقارير وبعثات بحثت عنه دون جدوى.

واشتدت أسطورة الوحش في ثلاثينيات القرن الماضي، وبدأت الصور التي يلتقطها الناس تتدفق وتتلقفها الصحف لتنشرها، وفي عام 1933 اعترفت المملكة المتحدة حينها وعلى لسان وزير الشؤون الاسكتلندية بالوحش مطالبة بعدم ايذائه.

وتبين الصور التي التقطت والمشاهدات التي سجلت أن وحش “لوخ نيس” هو أقرب ما يكون لنوع من الديناصورات يسمى “بلصور”، وهو ديناصور انقرض مع انقراض بني جنسه، وله زعانف وعنق طويل، ولكن لم تجتمع الروايات على عدد الحدبات التي له، فمنهم من شاهد حدبة ومنهم اثنين وبعضهم ثلاثة أيضا.

وأشهر تسجيلين للوحش هما ما قاله مواطن اسكتلندي وصورة لجراح بريطاني، ما رواه المواطن الاسكتلندي جون ماكاي أنه كان وزوجته شاهدا الوحش يخرج من البحيرة لثوان معدودة عام 1933، وروايته هي التي أعادت بعث الأسطورة، وهو الذي كان يملك أحد أكبر الفنادق في المدينة، والفائدة التي جناها من بعث الأسطورة في استقطاب الصحفيين والمسافرين قد تكون الأساس في مشاهدته المزعومة للوحش.

وادعى الدكتور الجراح البريطاني روبرت ويلسون أنه التقط أول صورة واضحة لوحش “لوخ نيس” والتي انتشرت بسرعة وسميت صورة “الجراح”، قال بعد سنين طويلة أحد أصدقاء الجراح أنه قام بفبركتها وتزييفها مع صديقه الراحل ويلسون.

وفي رحلة البحث عن الوحش تشكلت أكثر من لجنة وأكثر من عملية أطلقت أولها بعثة ادوار مارتن عام 1934، الذي وبعد 5 أسابيع من البحث وجد جثة فقمة ميتة فقط، وأكبرها عام 1970 وما سمي بالحملة الكبيرة للبحث عن الوحش والتي لم تعطي أي نتيجة.

كما قامت قناة ديسكفري عام 1993 بعمل وثائقي عن المخلوقات في بحيرة نيس وقامت بتنقيح وتوضيح الصور الملتقطة للوحش، طبعا دون نتيجة، كما قامت قناة بي بي سي المشهورة عام 2003 بإجراء عملية بحث في البحيرة خلص علمائها لنتيجة مهمة، الوحش أسطورة لا وجود لها.

ومنذ 1933 وحتى اللحظة ما زال الناس يشاهدون ويسجلون ويلتقطون صورا للوحش الذي يبدو أنه مازال حيا منذ العصر الجليدي، والذي يبدو أنه “يستحي ويخجل” ولا يحب الأضواء والشهرة، فما إن يراه أحد حتى يسارع للاختباء.

حتى أن شركة المراهنات البريطانية الأشهر في العالم “ويليام هيل” أعلنت في 2007 عن مكافأة قدرها مليون جنيه استرليني لمن يأتي بدليل قطعي على وجود وحش بحيرة لوخ نيس في مهرجان “نس لموسيقى الروك، وطبعا الشركة لم تدفع حتى اللحظة المبلغ لأحد.

التفسيرات العلمية لكل المشاهدات تودي إلى أنه ما تم مشاهدته هو إما تزييف متعمد من بعض الناس أو أن الناس التي شاهدت “بهرت” ما شاهدته والذي لا يعدو عن كونه إما خرطوم فيل أو نوع من الزواحف تسمى قضاعة أوراسية أو سمندل ماء طويل العنق وما إلى ذلك من حيوانات موجودة هناك.

وظهر الوحش الأسطوري في العديد من الأعمال الأدبية والفنية منها رواية الكاتب “روبرت أنتون ويلسون” بعنوان “قناع الطبقة المستنيرة”، وفيلم “حادثة في بحيرة لوخ نيس” في 2004، كما ظهر الوحش كضيف شرف في إحدى الحلقات مع هومر سيمبسون.

إلى ذلك، وبعد كل التحقيقات والبعثات والتقارير التي لم تصل سوى لنتيجة واحدة ألا وجود للوحش الأسطوري، إلا أن الخيال الشعبي الذي اخترع الأسطورة وصدقها و”مشي فيها” وأعجبته ما زال يؤمن بوجود المخلوق الأشهر في العالم ويأمل على مر الأجيال بتأكيد وجدوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى