موجوعين

في الوقت الذي تعج فيه حلب بالسيارات المفيمة واللي بلا نمر .. شرطة مرور حلب تصادر دراجة مواطن معاق

قام عناصر من شرطة المرور في مدينة حلب، يوم الأحد 26-3-2017، بمصادرة دراجة نارية صغيرة لمواطن معاق، يستعملها لكسب رزقه ، وذلك بحجة “التجول داخل المدينة”.

ويعاني المواطن “عبد الباري شرفو” من إعاقة “شلل أطفال” في قدمه اليمنى ولا يستطيع استعمالها، ودراجته التي يستخدمها هي دراجة خاصة بالمعاقين ، ولديه أوراق نظامية .

وقال المواطن عبد الباري شرفو لتلفزيون الخبر: قام عناصر الشرطة بإيقافي في حي الفيض عند الدوار وطلبوا مني شهادة “السيكورتا” والهوية، وكنت أعتقد أن الوضوع طبيعي بحكم العادة، فقمت بإعطائهم كافة الأوراق بالإضافة إلى هوية المعاق، وأخبرتهم بإعاقتي أنها شلل أطفال في الرجل اليمنى والموتور هو مخصص لي كي أتمكن من قيادته بدون استخدام قدمي”.

وأضاف شرفو: “المفاجأة كانت أن العناصر أجبروني على الترجل من الدراجة وقاموا بمصادرتها بحجة أنني أتجول داخل المدينة وهو أمر ممنوع، وكافة محاولاتي لشرح أنني معاق ولا استطيع المشي سوى بقدم واحدة وأن الدراجة مخصصة لهذا الأمر لم تجدي نفعاً، وحتى شهادة المعاق لم تمنع العناصر من إنزالي وإجباري على العودة للمنزل عن طريق تاكسي”.

وتابع شرفو: ” أنا نازح من مناطق أحياء حلب الشرقية ومعيل لـ 5 أولاد، خرجت منها مع بدء الأحداث هناك وتلك الدراجة النارية هي وسيلتي الوحيدة للتنقل وجلب الأغراض إلى منزلي، كما أني أقوم بنقل طلبيات من أغراض أو جرر غاز لأهالي الحي الذي أسكن فيه، وأبيع بعض المواد الغذائية والبسكويت وما إلى ذلك عبرها”.

وفي اليوم التالي وعند توجه شرفو لفرع المرور لملاقاة رئيس الفرع وطرح مشكلته عليه ومعرفة مصير دراجته النارية، لم يتمكن من مقابلته، بحسب ما أفاد” منعني العناصر من مقابلة رئيس الفرع بعد أن أخبرتهم بمشكلتي والحجة أن العميد مشغول”.

وبين شرفو أنه “في كل مرة أطلب بها لقاء رئيس الفرع يقوم العناصر الذين لم أعرف اسمائهم هناك بسؤالي عن سبب اللقاء وعندما أخبرهم يقولون لي اذهب وعد بعد شهر، وعندما أصر يجاوبونني بأن العميد مشغول”.

كما لفت شرفو في نهاية حديثه أن “بعض الأشخاص أصحاب المعارف، متحفظاً على ذكر أسمائهم، والذين أرادوا مساعدتي لإعادة الدراجة النارية قالوا لي أنني أستطيع استعادتها فوراً في حال قمت بدفع مبلغ 10 آلاف ليرة سورية”، متسائلاً عن “ما هي الجريمة التي من الممكن أن يرتكبها معاق يسترزق بدراجته النارية، في حين أن الجرائم الحقيقية موجودة في الشوارع متل العين المقلوعة”.

يشار إلى أن شوارع حلب تعج بالسيارات المفيمة ، والتي تكون “ بلا نمر “ أحياناً ، وتخالف القانون لدرجة قيامها بإطلاق النار من أجل فتح الطريق ، أمام أعين رجال المرور ، على الرغم من توجيها وزير الداخلية الصارمة بمحاربة مثل هذه الظواهر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى