كاسة شاي

شوربة العدس والكشك والسحلب أكلات “شتوية” صديقة أيام السوريين الباردة

يعتبر المطبخ السوري مطبخ عريق متنوع يستمد تنوعه من الطبيعة السورية والمناطق والمدن، وتختلف بعض الأطعمة بين فصلي الصيف والشتاء، ومن أشهر الشوربات والأطعمة خلال فصل الشتاء شوربة العدس والكشك والسحلب.

ويعتمد السكان خلال فصل الشتاء على الأطعمة والشوربات التي تساعد على الحفاظ على دفء وحرارة جسم الإنسان، بالإضافة لكونها تساعد على الوقاية من الفيروسات وأهما شوربة العدس.

شوربة العدس من أشهر المأكولات في سوريا خلال فصل الشتاء، و أهم صنف فيها هو العدس وتحتوي على خضروات مختلفة.

وترتبط شوربة العدس في ذاكرة السوريين بأيام الشتاء الباردة التي تجتمع فيه االعائلة حول المدفأة التي يوضع فوقها قدر الشوربة للحفاظ على حرارته.

ويعتبر العدس من البقوليات التي تعطي الجسم فوائد مختلفة، ويحتوي على قيمة غذائية عالية، فهو يمد أفراد الأسرة بالمزيد من الدفء، و يملأ الجسم بالطاقة، وسهل الهضم، فهو لا يرهق المعدة ويساعد على علاج الحموضة. فضلاً عن احتوائه على العديد من الفيتامينات والبروتينات والمعادن اللازمة للجسم .

وتفضل ربة المنزل في سوريا إعداد شوربة العدس، لأنها لا يحتاج إلى وقت كبير في الطهي، كما يسهل على كبار السن والأطفال تناولها، ومن أهم حسنات شوربة العدس أنها طبق الفقراء والأغنياء على حد سواء، وتوفر الجهد والمال خصوصاً عند العائلات الفقيرة والمعدمة.

الكشك تسمى (مؤونة الشتاء تحضر في الصيف) هي أكلة معروفة في سوريا بالإضافة إلى مصر والعراق، وتعتمد معظم ربات المنزل على الكشك خلال فصل الشتاء، و يتكون الكشك من القمح، واللبن الحامض، يعطي حرارة لجسم الإنسان، ويشعره بالشبع لفترة طويلة.

ويتبادر إلى الأذهان أن تحضير شوربة الكشك أمر بسيط، ولكن الواقع يغاير هذا الاعتقاد، فالعملية صعبة ومجهدة وتحتاج لوقت طويل، والصعوبة ليس في طهي الشوربة، بل في تحضير المكون الأساسي لها وهي كرات وأصابع الكشك المجففة.

و يتم تجهيز الكشل في فصل الصيف الحار، وبمراحل متعددة تبدأ باللبن الحامض، البرغل الناعم (المستخدم عادة في تحضير الكبة بأنواعها) وبعد ذلك عملية التحضير التي تأخذ مراحل متعددة.

ويتم تخزين كرات الكشك التي تستخدم في فصل الشتاء البارد، كشوربة عن طريق طهيها مع البصل واللحم والزبدة وبالزيت، وتخزّن في أوان زجاجية عادة حتى تحقق لها كمادة غذائية ظروف التخزين الجيد.

وترتبط أيام تحضير الكشك في ذاكرة السوريين بأسابيع تجهيز “المونة” حيث تجتمع النساء والأطفال لتحضير مختلف أنواع المونة الغذائية لتخبئتها حتى أيام الشتاء الطويلة التي تقل فيها انواع المؤن ويرتفع سعرها.

ومن الأطعمة الشتوية المعروفة “الخبيزة” وتسمى (فاكهة الشتاء)، بعد أسابيع من هطول الأمطار، تكتسي الأراضي بالحشائش والنباتات، ومنها الخبيزة ذات الأوراق الدائرية الناعمة، والتي تحرص العائلات على جمعها، وطهيها خلال فصل الشتاء.

وارتبط اسمها بفصل الشتاء وبرودته، و يقال عنها أنها (أكلة شتوية تحتوي على صيدلية متكاملة) حيث أنها نبات مقشع للصدر ومهدئة من السعال، كما أنها تساعد في إدرار البول، وتنقي الكلى من الحصى والالتهابات، ويستخدم في طهيها زيت الزيتون والبصل اليابس وتؤكل مع الخبز خلال فصل الشتاء.

في الشتاء يعتبر السحلب مشروب الضيافة المحبب الذي يدل على كرم أهل البيت وترحيبهم بالضيف، وذلك لرائحته النفاذة الجميلة، وسمك المشروب الذي يعتبر شراباً وغذاء في نفس الوقت، يعتبر السحلب منشط عام للجسم ، ومقوي للدورة الدموية، مما يجعل شاربه يشعر بالدفء بعد شربه.

وفي سوريا يفضل معظم السكان السحلب خلال فصل الشتاء، ويحضر في المنزل أو يمكن شراؤه من المحال التجارية أو الأكشاك التي تقدمه ساخناً أو تضيف الفستق واللوز والجوز أو المكسرات عامة أو القرفة ويمكن أن يمزج مع الزنجبيل فيساعد على التدفئة أكثر.

وهو مشروب قابض لذلك يعتبر مفيد جدا في حالات الإسهال ووقف نزيف المعدة وعلاج للقرحة، ويستخدم كعلاج للمصابين بالمغص المعوي ونزلات القولون.

وإن كانت الحرب حرمت آلاف السوريين من ذكريات وعادات بقيت مغروسة في ذاكرتهم البعيدة لتدفء ليلهم ونعاسهم، فإن بعض هذه العادات لا تزال محفوظة تدغدغ الذاكرة بلطف.

 

سها كامل – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى