رياضة

روني: 250+94=1

 

النتيجة: 1- صفر لصالح فريق ستوك سيتي. الدقيقة: 94.

مانشستر يونايتد يحصل على خطأ عند طرف منطقة الجزاء من الجهة اليسرى، و روني يستعد للتنفيذ. بين الجماهير المتابعة بقلق، جلس أسطورة النادي بوبي تشارلتون، الهداف التاريخي لليونايتد بالاشتراك مع روني برصيد 249 هدفاً.

كان الإحباط عنوان المباراة بالنسبة لليونايتد. هدف بالخطأ من خوان ماتا، فرص ذهبية ضائعة أمام المرمى، كرة ارتطمت بالعارضة، و قرارات تحكيمية مثيرة للجدل.

و مع انقضاء أربع دقائق من أصل خمس احتسبها الحكم كوقت بدل ضائع، بدت الضربة الحرة الأمل الأخير لليونايتد في تمديد سلسلة مبارياتهم بدون هزيمة إلى سبع عشرة.

لاعبو اليونايتد يحاولون التمركز و الإفلات من الرقابة، لتلقي العرضية المنتظرة من قائد الفريق. لكن قائد الفريق كان له رأي آخر: تسديدة ملتفة قوية تسكن الزاوية البعيدة لمرمى ستوك، لتحمل اليونايتد إلى التعادل… و روني إلى التاريخ.

طريقة تسجيل الهدف، و توقيته و ظروف المباراة، كل هذه جعلت منه هدفاً يليق بتحطيم رقم قياسي و احتلال المركز الأول في تاريخ النادي برصيد 250 هدفاً في جميع المسابقات.

كان روني قد دخل الملعب بديلاً لماتا في الدقيقة 67، و ظل مختفياً تماماً قبل أن يسجل هدفه التاريخي. ثمان و عشرون دقيقة تلخص قصة روني مع اليونايتد في المواسم الأخيرة.

لاعب ينطلق من الصفر إلى المئة بسرعة قياسية. يثير الانتقادات في لقطة، ثم يثير آهات الطرب في اللقطة التالية. لاعب “فيه من التناقضات ما يلفت نظر الأعمى” على رأي المعلق الإماراتي الشهير فارس عوض.

كانت بداية روني في الدوري الإنكليزي عام 2002 مدوية، بتسجيله هدفاً رائعاً لإيفرتون ضد آرسنال ليقوده للفوز بنتيجة 2-1، و كان عمره آنذاك 16 عاماً فقط.

و يحمل هدفه ذاك الكثير من نواحي الشبه مع هدف اليوم: دخل بديلاً في الشوط الثاني، ثم سجل هدفاً في الوقت القاتل من تسديدة صاروخية. و إذا كان هدفه ضد ستوك اليوم قد مدد سلسلة المباريات التي خاضها اليونايتد دون هزيمة إلى 17، فإن هدفه قبل 15 عاماً أوقف سلسلة من 30 مباراة دون هزيمة للأرسنال.

وبعدها بعامين، انتقل روني إلى اليونايتد، و سجل ثلاثة أهداف في أول مباراة له مع الفريق، ليقوده إلى الفوز على فنربخشه التركي بنتيجة 6-2.

بالنسبة للكثيرين، لم يحقق روني ما كان ينتظر منه بعد هذه البدايات الواعدة. منذ سنوات، لم يعد روني لاعب الدهشة و الانفجار و المفاجأة. أصبح “لاعب الفريق”، و اندمج في “السيستم” أكثر من اللازم.

و يلقي الكثيرون باللوم في ذلك على مدرب اليونايتد السير أليكس فيرجسون، الذي استغل مرونة روني التكتيكية و تنوع مهاراته، ليضعه في دور صانع الألعاب، و يوكل مهمة التسجيل لغيره من المهاجمين. هكذا، كان على روني أن يلعب دور المساعد لرود فان نستلروي، و كريستيانو رونالدو، و ديميتار بيرباتوف، و روبن فان بيرسي.

إلا أن أداء روني، و إن تغير نوعاً، لم يقل كماً. أصبحت لقطاته الإعجازية أكثر ندرة مع تقدمه في العمر، و لكنه ظل يقاتل على كل كرة، و لا يتوقف عن الركض. بقي روني، رغم كل ما مر به، “روح اليونايتد”.

عاد روني بهدفه في مرمى ستوك سيتي عودةً خاطفةً، سعيدة-حزينة، إلى “سنوات الشباب”. و إذا كانت بدايته النارية خبت سريعاً حسب رأي منتقديه، فإن لأنصاره، كما لأهدافه ال250 رأياً معاكساً: يبدو أن روني سيخرج من المسرح بضجة تضاهي ضجة دخوله.

إيهاب معروف – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى