موجوعين

حكاية أسرة فقدت ثلاثة من أبنائها في حمص

 

في حزام الفقر الذي يلف مدينة حمص من جهتها الشرقية، و تحديداً في حي المهاجرين ، حيث الشوارع الترابية تتمترس بحفرها وتلاتها وخنادقها الطبيعية منذ40 عاماً دون ان تراها عيون مجلس المدينة السابق والحالي .

حال ذلك الحي يشي بكم البيانات الوهمية عن الخدمات التي يقدمها المجلس الموقر وكأن الماضي بكل تفاصيله يتجدد الآن ، فبيانات عبد الله الدردري وبيانات مجلس مدينة حمص يؤكدان اننا نعيش في كذبة الواقع وخرافة الحقيقة.

في هذا الحي المقصي عن الخدمات عمداً وفي زواريبه التي لايمكن ان تحفظ تداخلاتها ، يعيش محي الدين العلي مع صور ابنائه الشهداء والاحياء .

وبعيون يكحلها الشحوب، ووجه امتدت اليه التجاعيد سريعا، لتكشف عن حجم الأعمال الشاقة التي امتهنها، محي الدين العلي، ليربي أولاده ويعلمهم، ليعينوه في كبره ويراهم شبابا، يتحدث محي الدين العلي الذي قدم 3 شهداء من زينة الشباب، لتلفزيون الخبر، عن بطولات فهد ، وعلي ، وصالح، الذين أبت الاقدار أن تتركهم لشيخوخته وإنما أخذتهم على عدة جبهات.

محي الدين أب لسبعة شباب جميعهم في الجيش والشرطة والقوات الرديفة .استشهد منهم فهد و علي وصالح وبقي لديه اربعة في الجيش محمد و زاهر و يعقوب وأسعد

وأضاف الأب المكلوم عن اولاده الشهداء قائلاً “استشهد ابني الأصغر فهد العلي في 20/4/2013 مع اربعة من زملائه بقذيفة أطلقها المسلحون على مفرق حاجز ” حلبين ” على حدود فض الاشتباك مع الاحتلال ” الاسرائيلي ” وذلك خلال خدمته العسكرية في اللواء 61 على الجبهة ، فعينه مابرحت تراقب “يهود الخارج” ، فأتاه الموت من ” يهود الداخل ” اعوان “اسرائيل “.

وتابع الاب ” وبعد استشهاد ابني فهد بخمسة اشهر وفي العام ذاته استشهد ابني الآخر علي وهو الذي تقدم بطلب الاحتياط ” الكيفي ” وتم فرزه الى القوات الخاصة فوج 45 وقاتل في معظم معارك ادلب وصولا الى الحدود السورية – التركية واخيراً استشهد في مدينة اريحا تاركاً خلفه زوجته وطفلتيه “.

وبعينين باكيتين ..توقف الأب عن الحديث .. متنهدا تعبا.. ليتابع ابنه محمد (مساعد في شرطة النجدة في حمص ) : وبعد استشهاد فهد وعلي مرضت والدتي بمرض القلب واصابها داء السكري وكذلك ضعفت عزيمة والدي وأصيب أيضاً بأمراض القلب ، وبدأت علائم الشيخوخة تظهر عليه بشكل سريع .

وأضاف محمد ” كنا نهدئ من روعه ونخفف عنه ، بعبارة ” الله اخد اثنين وبقينا 5 ” لننصعق بعدها باستشهاد اخي صالح بانفجار سيارة مفخخة في حاجز الامن العسكري في باب تدمر “.

وأوضح “محمد ” عن استشهاد أخيه صالح ” أخي صالح متطوع في الامن العسكري وشارك بمعارك القلمون ودير عطية وقارة والنبك ومزارع ريما وجراجير ومعلولا حيث أصيب فيها وقام ورفاقه بتحرير كادر الفضائية السورية الذين احتجزهم المسلحون في مشفى النبك “.

وتابع شقيق الشهداء “تم نقل صالح الى حمص باختصاص هندسة لصالح فرع الامن العسكري في شباط عام 2014 ليستشهد بعد ايقاف السيارة المفخخة في حاجز باب تدمر في 5/9/2016 مع ثلاثة من زملائه “.

وهنا تقاطع والدة الشهداء الحديث وتقول نريد ان تنقلوا مشكلتنا الى القيادة العسكرية والسياسية فابني اسعد متطوع في الفرقة 18 باختصاص دبابات ، لم يترك معركة في حمص وريفها الشمالي والشرقي الا وشارك فيها ، وأصيب مرتين في تلبيسة وتم تكليفه بعدة مهام في ادلب وقام بتنفيذها .

وأضافت والدة الشهداء الثلاثة لتلفزيون الخبر” نحن لانترك القتال ولم نعود ابنائنا على الهروب من واجباتهم ولكن ابني اسعد ترك الخدمة العسكرية واصبح فاراً من الجيش بسبب الضغوطات التي تعرض لها ونطلب تسوية وضعه العسكري ونقله الى مكان آخر”.

كما طالبت ام الشهداء بنقل ابنها زاهر العلي من الوحدة 672 في فيروزة الى أي شعبة تجنيد ونقل محمد الى مخفر زيدل أسوة باسر الشهداء الذين تحققت مطالبهم.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى