رياضة

“حذاء الملك” وحكاية المشجع الذي أهداه أحمد كردغلي لقب الدوري مع تشرين

بين أقدام عائلة الكردغلي ولد تراث كروي جميل للكرة السورية عموماً والتشرينية خصوصاً، فمع “الدارعة” الراحل خالد كردغلي أحد مؤسسي نادي «الجلاء» سابقاً بدأت كرة القدم رحلتها ومع عبد القادر الملَقب بـ «ملك الكرة السورية» ولدت أجمل كرة تشرينية حققت الدوري للمرة الأولى عام 1982.

وعاد «البحارة» للتتويج بعد 15 عاماً مع أحمد كردغلي رفقة الجيل الذي أشرف عليه «الملك» في التسعينيات ودرّبه مصطفى طحّان وضم (عبد الله مندو-غسان قرة علي-مازن كوسا-حازم حربا -عادل جوني – شادي مرعي -علي الشيخ ديب …).

ويستعيد الكابتن أحمد كرغلي بعضاً من ذكريات «العائلة الملكية» للكرة التشرينية في حديث لتلفزيون الخبر ” هناك عديد الأحداث التي لا تنسى في مسيرتي الكروية. إلا أن مباراة واحدة تصدرت المشهد، في موسم 1995-1996 من الدوري، أثناء لقاء الشرطة مع تشرين في دمشق».

ويقول الدولي السابق أن «ذلك اللقاء كان سيحدد هوية المتأهل لدور البلاي أوف، كان فريق جبلة هو المنافس المباشر وينتظر تعثرنا بالتعادل أو الخسارة، فلم يكن أمامنا خيار سوى الفوز».

وتابع: «عند توجهنا للملعب بعد نهاية الدرس النظري حدث موقف محرج في غرفة تبديل الملابس حينما اكتشفت أن حذائي الرياضي مازال نائماً في فندق عمر الخيام ولا يوجد ما أرتديه في المباراة، لم تكن الأمور كما هي الآن فلا بديل ولا من يحزنون».

«لدي حذاء أديداس في الحقيبة بـ “جيب غوال” وفي حال تمكنك من التسجيل ستحتفظ به إلى الأبد، عدا ذلك ستقوم بإعادته»، ھذا ما قاله المدرب عبد القادر كردغلي محاولاً تدارك الموقف.

وأكمل الكردغلي: «ارتديت ذلك الأديداس، وفي المباراة عانينا الأمرين، فدفاع الشرطة كان متيناً والطريق إلى مرماهم كان مغلقاً طيلة الوقت، فبدأ الإحباط تدريجياً يخيم على اللاعبين والجماهير في المدرجات».

وظل التعادل السلبي سيد الموقف حتى جاء الفرج في الدقيقة 94 فبقدمه اليمنى التي يصفها بـطرافة أنها تشبه «إتقانه للغة الروسية» أطلق أحمد الشرر من «حذائه الجديد» وسجل هدف الفوز.

ويقول الكردغلي ضاحكاً «من المواقف التي لا تنسى كان دخول أحد المشجعين للملعب أثناء الاحتفال بالهدف وإعطائي مبلغ من المال كهدية، لم أدري ما لذي علي عمله، فخطر لي أن أضع المبلغ في السروال حتى نهاية المباراة، ولم أستطع بعدها الركض بقوة خوفاً من تطاير الخمسميات، التركيز كان على الشورت أكثر من الكرة في الدقائق الأخيرة».

ويتابع حديثه «الأمور لم تنته، في حافلة الفريق لدى عودتنا من الملعب جلست في المقعد الخلفي مع غسان قرة علي . جاء رجل أصر على الإداريين السماح له بالدخول، جاءني مسرعاُ و قبل قدمي، لم أصدق ما حدث، أمر لا يوصف، ضممته قلت له استغفر الله يا عم .. استغفر الله يا عم .. ماذا تفعل؟ فأجابني: هذا نذر علي إيفاءه».

وختم كردغلي حديثه قائلاً: «علمت في تلك اللحظة ما تعنيه كرة القدم لجمهورنا الذي توجب علينا فعل كل شيء لإسعاده. بذلنا قصارى جهدنا في الموسم التالي وربحنا لقب الدوري الذي أهديته لذلك الرجل.»

ومن الجدير بالذكر أن حذاء الكردغلي بقي إحدى «تعويذاته» الكروية وارتداه فقط في المواجهات الهامة كمواجهة منتخب سوريا للرجال ضد بولونيا والتي قال فيها كلمته وسجل هدفاً.

 

الياس عبيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى