فلاش

جسور الفرات.. شرايين الحياة المقطوعة

 

يشكل نهر الفرات حاجزاً طبيعياً يحد من تنقل الأفراد والآليات بأنواعها، إضافة لنقل المساعدات الطبية والغذائية أو التعزيزات العسكرية، مما جعل من الجسور المبنية عليه “هدفاً عسكرياً” لمعظم التنظيمات المسلحة بالإضافة لغارات ما يعرف بـ “التحالف الدولي”.

وكانت عدة تنظيمات مسلحة سيطرت منذ العام 2013 على معظم وادي الفرات، وفي أيلول 2012، دمر ما عرف بـ “الجيش الحر” الجسر الحربي الذي يصل بين جرابلس وعين العرب وفجّرت مجموعات أخرى تابعة له الجسر المعلّق في دير الزور.

ويعد الجسر المعلق معلماً آثرياً ورمزاً لمدينة دير الزور، حيث يعود تاريخ بناءه إلى زمن الإنتداب الفرنسي وتم إنشاؤه عام 1928، ووضع في الخدمة عام 1931، واستخدم لبنائه الاسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة، ويعتبر ثاني جسر في العالم مبني بهذا الطراز بعد آخر مماثل جنوب فرنسا.

كما قامت مجموعات تابعة لـما عرف بـ “الجيش الحر”، في كانون أول 2012، بتفجير جسر كنامات في مدينة دير الزور، لمنع تقدم الجيش السوري ووصول التعزيزات له، وكذلك الأمر بالنسبة لجسري “محمد الدرة” و”إيمان حجو” الصغيرين.

وفي أيلول 2014، أقدم تنظيم “داعش” على تفجير جسر “السياسية” أخر الجسور الرئيسية على نهر الفرات في دير الزور وأهمها، والذي كان صلة الوصل بين ريف دير الزور الشمالي ومحافظة الحسكة، وآخر ممرات المواد الغذائية إلى المدينة.

وسعى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، منذ تدخله في سوريا عام 2014، إلى تدمير البنى التحتية بشكل عام، والجسور بشكل خاص، بحجة تضييق الخناق والحد من حركة تنظيم “داعش”، وإن رآى الكثيرون الاستهداف الممنهج للجسور على انه ربما يكون خطوة ممهدة لسيناريو أمريكي قادم يطرح التقسيم كأمر واقع.

وبدأ “التحالف” بقصف الجسور الرئيسة، والتي يسيطر عليها التنظيم على الحدود السورية العراقية، في العام 2015 وكانت أول أهدافه جسرا السويعية والباغوز، في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي.

وشنت طائرات “التحالف”، في 27 أيلول من العام 2016، غارات جوية على جسر الميادين في ريف ديرالزور الشرقي، مما تسبب بانهيار جزء من الجسر وبالتالي عزل الميادين عن خط الجزيرة.

وتعرض جسر العشارة بالقرب من مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي لغارات جوية نفذتها طائرات “التحالف”، بعد تدميرها جسر الميادين بأيام، ما أدى إلى خروجه من الخدمة، في الوقت الذي قام فيه تنظيم داعش بتفجير جسر العباس في المدينة نفسها.

ودمرت طائرات “التحالف الدولي”، في تشرين أول 2016، جسر بلدة مركدة الواقع على نهر الخابور جنوب مدينة الحسكة ودمرته بشكل كامل، والذي كان يصلها بريف ديرالزور الشرقي، بالإضافة لتدميرها لجسر آخر على النهر نفسه بالقرب من بلدة صور، وآخر في بلدة البصيرة على نهر الفرات.

وخلال أيام من الشهر نفسه، أغارت طائرات التحالف على جسر الشيحان قرب بلدة الصالحين في ريف البوكمال، وجسر الطريف في الريف الغربي الممتدّ بين محافظتي دير الزور والرقّة ودمرتهما بالكامل.

واستهدفت طائرات “التحالف”، في كانون الثاني الماضي، بعدة غارات جسرا في محيط قرية اليمامة بريف الرقة الغربي ما أدى إلى تدميره بالكامل، وذلك بعد نحو اسبوعين من اقدام الطائرات الحربية التابعة لـ”التحالف الدولي” على تدمير جسر على أوتستراد حلب الرقة في محيط قرية المشيرفة بريف الرقة الغربي.

وفي الثالث من شهر شباط الجاري، دمرت غارات “التحالف” الجوية جسري الرقة القديم والجديد في مدينة الرقة، وجسري قرية الكالطة والعبارة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

وكان جسر المغلة على نهر الفرات غرب قرية معدان الواقعة شرق مدينة الرقة، آخر أهداف طائرات التحالف حيث استهدفته الطائرات بغارتين، كان أولها بداية شهر شباط الجاري وثانيها في أواسط الشهر نفسه، مما أدى إلى تدميره، حيث يعد جسر المغلة آخر جسر يربط بين ضفتي نهر الفرات وبتدميره أصبحت منطقة الجزيرة مفصولة تماماً.

ومن الجدير بالذكر أن التنظيمات المسلحة اعتمدت استراتيجية تدمير الجسور على الأنهار وتحديداً نهر الفرات ودعمتها فيما بعد غارات “التحالف” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مستهدفة إعاقة أي خطة لهجوم عسكري بري، بالإضافة للضغط في حصارها على المدنيين المتواجدين في تلك المناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى