موجوعين

بلدية جرمانا “الله الله” .. والخدمات “من مال الله”

عندما تتجول في أحد شوارع مدينة جرمانا بريف دمشق يمر على مسمعك عدة لهجات من الديرية إلى الحورانية ومن الحلبية إلى الساحلية، فلكل السوريين من دجلة إلى جبل الشيخ موطئ قدم في المدينة التي تضاعف عدد سكانهاأكثر من خمسة أمثال خلال الأزمة.

لكن ما أن تسأل الناس عن واقع المدينة وحال الخدمات فيها، تتوحد كل اللهجات في وجهك وتتحول إلى لهجة واحدة يشوبها اليأس تجاه الحال الذي وصلت إليه والجواب الدائم على لسانهم “الشكوى لغير الله مذلة”.

وقال أبو جورج ،من سكان جرمانا ، لتلفزيون الخبر: “إن بلدية جرمانا أغنى بلدية في ريف دمشق، لكننا لان نرى إلا فقر الخدمات وقلة المواصلات وسوء الطرقات وضعف الأداء والمماطلة، لذلك مللنا من الشكوى وليس لدينا أمل في الاستجابة”.

وأضاف: “في حي دف الصخر لا نرى الكهرباء إلا لعدة دقائق ولا تصل المياه إلا ساعة في الأسبوع وتتجمع القمامة في الشوارع لعدة أيام، وعندما نتصل بالمسؤولين يقولون إن منطقتكم مخالفات، فهل نحن معاقبون لأننا نسكن في منطقة مخالفات؟”.

ومن جهته قال أحد سكان حي المزارع: “إن ورشات الصيانة في البلدية لا يقومون بالإصلاح إلا عندما ندفع لهم مبالغ مالية والآن مياه الصرف الصحي تفيض في الطرقات، ونحن بانتظار وصول سيارة الصاروخ التي وعدونا بأن تصل منذ 4 أيام”.

ومشاكل مدينة جرمانا لا تقتصر على سوء شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي فالنقل والطرقات في جرمانا لها نصيب كبير من معاناة السكان ولاسيما أن أحياء كاملة لم تعرف طعم الزفت منذ إنشائها.

وتعتبر طرقات المدينة من أكثر الطرقات ازدحاماً بسبب ضيقها وكثافة الحركة المرورية فيها وتأتي فتحات الصرف الحي و” الريكارات” لتزيد الطين بلة، فتوقف سيارة واحدة في الشارع الرئيسي للمدينة يؤدي إلى عرقلة السير على طول الشارع العام وإلى شلل حركة المرور في السوق.

شارع “النسيم” الذي يربط المدينة بطريق المطارأصبح مثل قصة “ابريق الزيت” حسب أحد سكان الحي ويقول “كلما انتهى العمل من إصلاحه تأتي ورشة أخرى وتحفره من جديد، وكأنه لم يبقى مكان للحفر إلا في هذا الشارع ”

وبين أصحاب المحلات في شارع النسيم أنه “رغم توقف أعمالنا فقد استبشرنا خيراً عندما بدأت الورشات بالحفر والتعبيد منذ بداية فصل الشتاء، لكن المشكلة أن العمل فيه لم ينته حتى الآن ولم نرى الزفت ولا من يزفتون، والخوف أن يستمر الحال إلى الشتاء القادم ”

وبالمقابل أوضح مصدر في بلدية جرمانا لتلفزيون الخبر أن “البلدية صرفت العام الماضي وحده مليارات الليرات السورية على عقود لبناء مدارس ومشاريع حيوية مثل تأهيل طريق النسيم وغيره، ورغم ذلك لا يتوفر الحد الأدنى من الخدمات بسبب العدد الكبير للسكان والمهجرين”.

وبدوره قال رئيس بلدية جرمانا برجس حيدر لتلفزيون الخبر أنه “يتفهم شكاوي السكان” ويوافق على أن “بلدية جرمانا هي الأغنى في ريف دمشق”، لكن “عدد سكان المدينة يزيد عن عدد سكان محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا مجتمعين”، بحسب قوله.

وأعاز حيدر سبب المشاكل إلى “ارتفع عدد سكان جرمانا من ٣٠٠ ألف مواطن قبل الأحداث إلى نحو مليون ونصف حسب آخر إحصائية تقريبية قامت بها المحافظة، متوقعاً أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير”.

مضيفاً أن “إمكانات بلدية جرمانا غير قادرة على تخديم هذا العدد الكبير من السكان مهما كانت موازنتها، وشبكات الكهرباء والمياه لا تستوعب كل هذا الضغط، ومثلا شبكة الصرف الصحي بحاجة إلى تبديل منذ سنة ولم تتوفر الموازنة لاجرائها”.

وحول مشروع تأهيل طريق النسيم الذي يعد أهم المشاريع الحيوية للمدينة أكد حيدر أن “العمل سينتهي خلال شهرين – إن لم يواجهنا عقبات – ويتضمن تعبيد وتزفيت وأرصفة جانبية ومنصف وإنارة على جانبي الطريق ونقل التوتر العالي الكهربائي ووضعه بشكل مطمور تحت التراب بقيمة وصلت إلى نحو 500 مليون ليرة سورية”.

أما عن شكاوى السكان في مناطق المخالفات تساءل حيدر أنه “كيف يمكن للبلدية تزفيت طرقات أحياء المزارع ودف الصخر والمناطق المخالفة من دون وجود بنية تحتية من شبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه والهاتف؟ علما أن الموازنة التي تخصصها المحافظة لا تكفي لإنشاء كل هذه الخدمات بل إن موازنة وزارة الإدارة المحلية كلها لن تكفي لذلك”.

وأكمل حيدر أنه “في وقت تحتاج البلدة إلى 1000 عامل نظافة، و 50 آلية بالحد الأدنى للقيام بنقل القمامة فإن عدد العمال لا يتجاوز 81 عاملاً وكمية القمامة في جرمانا تصل إلى أكثر من 400 طن يومياً، وهناك معاناة حقيقية لنقلها من أحياء المخالفات الضيقة والمكتظة بالسكان”.

إلا أن كل هذه المبررات لا تقنع السكان الذين التقاهم تلفزيون الخبر، حيث قال أصحاب المحلات في شارع الروضة: “الحفرة التي أمام محلي أصبح عمرها ٣ سنوات وهي تتسع وتكبر بشكل يومي، ويوجد في شارع الروضة الذي يبلغ طوله ٥٠٠ متر، أكثر من ٦ حفر تسبب إعاقة للمرور وأعطال للسيارات العابرة فما علاقة ذلك بالكثافة السكانية؟”.

 

كيان جمعة – دمشق – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى