كاسة شاي

المدبولي … فنان عربي حفر مكاناً له في قلوب ملايين الأطفال

عبد المنهم مدبولي، الممثل المصري اللطيف، الذي ارتبط اسمه بالبسمة والفرح، و احتل مكاناً في قلب كل طفل من اطفال مصر والوطن العربي، ظلت ابتسامته وأغنياته خالدة في ذاكرة التلفزيون والسينما المصرية، وحُفرت داخل وجدان كل أطفال مصر والوطن العربي خلال عقود من الزمان.

“توت توت أطر زغنتوت، توت توت بالليل بيفوت، ويهل علينا بمعاد مزبوط”، ردد كلمات هذه الأغنية أجيال من الأطفال، و شكل المدبولي بحركات وجهه اللطيفة، وصوته المحبّب إلى القلوب مع الممثلة والفنانة هدى سلطان، هذه الأغنية التي دخلت إلى كل قلب وإلى كل بيت”.

واستطاع المدبولي الذي عُرف بمحبته للأطفال أن يثبت نفسه، وشكّل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل المسرح الحر عام 1952 والكوميدي 1963 والفنانين المتحدين 1966 والمدبوليزم 1975.

و بدأ حياته الفنية في البرنامج الإذاعي الشهير “ساعة لقلبك” وبعدها انضم لمسرح التليفزيون، وأسس مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدي وغيرهما مدرسة كوميدية استمد تراثها من الجيل السابق الريحاني والكسار.

عبد المنعم مدبولى لم يتخرج من الفنون التطبيقية فحسب وإنما عمل بها مدرساً في قسم النحت حتى منتصف السبعينيات في عز شهرته ومجده، واكتشف الكثير من الموهوبين في التمثيل من طلاب الكلية، أهمهم (نبيل الهجرسى)،

و تميز المدبولى بكاريزما خاصة اكسبته حب الملايين في مصر والعالم العربي وشكل مع الراحل فؤاد المهندس ثنائي تمثيلى عجز عن تكراره الممثلون الحاليون.

ويعود حب المدبولي للأطفال، كونه ولد يتيماً، وفقد والده وهو مايزال رضيعاً، ليتولى مسؤولية والدته و رعايته وأخويه، وينشأ في ظروف صعبة يخيم عليها شبح الفقر، فيبحث عن مهرب من أحزانه بداخل شوادر حي باب الشعرية التي كانت تقدم عروضاً مسرحية لثلاث فرق.

و يظهر عشقه للمشاهد التمثيلية المعروضة أمامه بدون أي ديكورات مساعدة، ويتبدل حاله من الحزن والغم إلي الفرح الشديد. هكذا بدأ عشق المسرح يطرق باب قلب الطفل عبد المنعم مدبولي.

و شهدت خشبة المسرح العديد من المواقف الكوميدية التي تعرض لها المدبولي، منها مفاجأته وفؤاد المهندس بصراخ وسط ضحكات الجمهور أثناء تقديمهم أحد عروضهم المسرحية، ليكتشفوا أنه يرجع إلى امرأة حامل دفعتها كثرة الضحك إلى اندلاع طلق الولادة بغتة.

و اضطرا بعدها إلى وقف العرض فوراً، ليدخلاها إحدى غرف المسرح، ويحضرا لها الطبيب، لتنجب في النهاية، وتصر على تسمية مولودها مدبولي.

سهى كامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى