سوريين عن جد

الشهيد حسام البارودي .. حكاية أسرة فقدت وحيدها

عاش وحيداً بين ثلاث بنات لأب محامي، وأم كان جلً اهتمامها تربية ابنائها ليكملوا دراستهم الجامعية، فاختار الأبناء فروعاً جامعية تربوية فالشهيد حسام التحق بكلية الآدب – قسم اللغة العربية، وأخته ماريا خريجة أدب فارسي، وشيرين خريجة أدب فرنسي، ونور خريجة كلية التربية قسم معلم صف .

كان يمازح رفاقه في الجامعة بأنه سيسبقهم في ترتيب أموره الحياتية ، سنة واحدة و ينهي دراسته الجامعية، وسنة أخرى لدبلوم التأهيل التربوي، وكونه وحيد لأهله، فليس لديه خدمة عسكرية، فيدخل الحياة العملية قبلهم .

لم يكن حسام البارودي على موعد مع الموت بالشكل المؤلم الذي أنهى حياته، فصبيحة يوم الاثنين 28/12/2015 كان نائماً في غرفته المطلة على شارع الزهراء الرئيسي عندما وقع التفجير الانتحاري قرب مستوصف الزهراء المقابل لمنزلهم.

استيقظ “حسام ” على هول الصوت ليرى أنه وحيد في المنزل، فالأب في القصر العدلي، والبنات في أعمالهن والأم كما كل يوم، في هذا التوقيت تقوم بشراء الخضار والفواكه للمنزل، ركض حسام خارج البيت على عجلٍ ليطمئن على والدته فوقع التفجير الثاني.

والده أحمد البارودي، قال لتلفزيون الخبر، “ان عاطفته الشديدة تجاه أفراد عائلته كانت وراء إقدامه على الموت ، فقد أهمل كل النظريات المنطقية التي يحتاط بها الناس عند وقوع التفجير ، وآثر أن يتفقد أمه دون أن يحسب للموت حساب “.

وأضافت والدة الشهيد لمياء اليوسف ” لقد عدت الى المنزل ولم أجد حسام ، فبحثت عنه في الشارع وسألت الجيران ، فتضاربت الأنباء حوله، فمنهم من شاهده حياً وتم اسعافه الى المشفى الأهلي ، ومنهم من قال إن الدماء كانت تخرج من رأسه وتم اسعافه الى مشفى الزعيم، فاتصلت بأبيه وصهري ضياء ليساعدوني في البحث عنه.”

وتابع ضياء العلي ” صهر الشهيد ” حديث الأم المكلومة بابنها ” لقد أمضينا أكثر من 4 ساعات في البحث عن حسام في مشافي حمص وحوالي الساعة الثانية ظهراً عثرنا عليه في غرفة العناية المشددة في مشفى الزعيم وكان وضعه الصحي لا يبشر بالخير، فالأطباء قالوا إن الاصابة في الدماغ وليس هناك من سبيل لإنقاذ حياته.

وأضاف ضياء ” لقد هيئنا الجميع على الفراق تدريجياً ، كون الحالة التي وصل إليها حسام لا يمكن أن تعالج ، وفي الساعة العاشرة ليلاً من ذات اليوم فارق الحياة، لينهي جميع مشاريعه، ويسبق رفاقه لا إلى الحياة العملية التي كان يرتب وقائعا، وإنما إلى الموت الذي يرتبه “ثوار الحرية “.

يذكر أن الشهيد حسام البارودي من مواليد حمص عام 1987، و منح شهادة تخرج فخرية من كلية الآداب – قسم اللغة العربية في جامعة البعث بعد 5 أشهر من استشهاده، وأيضاً تم تكريمه من اتحاد الطلبة ضمن حفل تكريم شهداء جامعة البعث، وكذلك نقابة المحامين وفرع حزب البعث .

محمد علي الضاهر _ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى