فلاش

ازدياد نسبة الدروس الخصوصية بين طلاب دمشق.. والمدرسة “تحصيل حاصل”

ازدادت في دمشق مؤخراً وبشكل لافت نسبة انتشار الدروس الخصوصية بين الطلاب، مما أثر سلباً على دور المدرسة كمكان أساسي لتلقي المعلومة والتربية.

وأصبحت المدرسة بالنسبة للطلاب متنفساً للخروج من المنزل فقط، بينما في الوقت ذاته وجد المدرسون منفذاً للربح المادي من خلال ذلك، فحِرص أهل الطلاب على نجاح أولادهم من الطبيعي أن يدفعهم لتخصيص مدرسين لهم في المنزل.

واتجه المعلمون لنشر بطاقات يعرضون فيها المواد التي يقومون بتدريسها، وكان لغروبات “فيسبوك” مساحة واسعة لتلك الإعلانات أيضاً، وذلك للحصول على الكم الأكبر من الطلاب وبالتالي زيادة ربحهم المادي.

وأكدت مديرة إحدى المدارس في دمشق لتلفزيون الخبر أن “النظام الداخلي لمدارس التعليم الأساسي لا يسمح للمعلم الذي يزاول مهنته في المدارس السورية التابعة لمديريات التربية بإعطاء دروس خصوصية في منازل الطلاب”.

وبينت المديرة أن “عقوبة المعلم الذي يعطي الدروس الخصوصية في حال علمت المدرسة بها، تبدأ بالإنذارت التي توجه للمعلم، وفي حال عدم تجاوبه يُحال الامر إلى مديرية التربية التي تتخذ بشأنه حسماً لراتبه”.

وتابعت المديرة: “إن مديرية التربية تقوم إذا لم يتوقف المعلم عن إعطاء الدروس الخصوصية بعد ذلك بإجراء الفصل من المدرسة، أو النقل إلى محافظة أخرى”.

وأوضح أحد معلمي مادتي الفيزياء والكيمياء لتلفزيون الخبر أنه “يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية في المنزل بسبب قلة الراتب الذي لايكفي لإعالة أولاده في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده الاسواق”.

وأضاف: “الدروس الخصوصية متعبة جداً فبعد عمل المدرسة أتوجه إلى منازل الطلاب الذين أقوم بإعطاءهم الدروس بشكل منفرد، ولا خيار آخر لدي سوى الدروس الخصوصية لأزيد من موردي المادي”.

وأكد والد أحد طلاب الشهادة الإعدادية لتلفزيون الخبر أن “الضرورة تقضي أن يبحث عن أي طريقة لينال ابنه الوحيد شهادة التاسع، فالحل المناسب كان هو أن يتفق مع أحد المدرسين ليقوم بإعطاءه الدروس “قدام عينه”، على حد تعبيره.

وأوضح الطالب أن “الفوضى” في المدرسة لاتساعده على الفهم بشكل واضح، وتبقى كثير من المعلومات بحاجة لإيضاح، وأضاف ” منروح على المدرسة لنشوف رفقاتنا”.

وأكدت طالبة أخرى أنها “تتلقى التعليم في المدرسة بشكل جيد لكنها بحاجة لإعادة تثبيتها في المنزل من خلال مدرس خصوصي للمواد العلمية التي لا تعتمد على الحفظ “البصم”.

وازدادت أيضاً في دمشق نسبة المعاهد المسائية، التي أصبح الطلاب يعتمدون عليها مما قلل من شأن المدرسة في نظرهم، فالمدرسة التي كانت أهم مقر لتلقي التعليم والتربية، أصبحت بالنسبة لبعض الطلاب وذويهم “تحصيل حاصل”.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى