بقلم رئيس التحرير

مشفى العيون “ المفقوءة “ بحلب .. عيوني هالعيون .. بقلم عبد الله عبد الوهاب

وحياتك بتمون .. عيوني هالعيون .. “ لا تلحقني مخطوبة “ .. “ الجيش الحر يحميني “ .. و” الشعب السوري ما بينذل “ .. الاسمر اللون .. الأسمراني .. “ تعبان يا شعب خيو “

على هامش الموت والدمار .. لون مشفى العيون التخصصي بحلب عينيه “ المفقوءتين “ باللون الأخضر .. وتلا الزملاء فوق ركامه ما تيسر لهم من ايات الانتصار .. صفق الجميع ومضوا ..

سقط الجميع إلا الفاسدين الذين وقفوا على ركامنا بالأمس ، واليوم ، وغدا نلملم ما تبقى من صدى خطاباتهم ، لقد “ ثاروا ثوارا “ .. كبروا على أحلامنا وسرقوها .

وحده الجيش يرقع خرق السماء التي دنستها الشعارات الكاذبة ، ويجهز الأفران القديمة ، الخبز يكفي وحده ليحيا الإنسان ، والحب في زمن الحرب هو الخميرة .

اقتباس

تفيد المعلومات أن مشفى العيون التخصصي بحلب افتتح بنهاية عام 2005 و كان من أحدث وأهم المشافي الحكومية العامة المجانية .

كان يعتبر ثاني مشفى في القطر بعد مشفى العيون الجراحي بدمشق ويهدف الى تخديم المنطقتين الشمالية والشرقية وتم انشاؤه بكلفة تزيد على المليون و نصف المليون دولار حينها .

المشفى كان يضم قسماً للعيادات الخارجية وقسماً للتشخيص وقسماً ادارياً ، الى جانب أقسام للمرضى مجهزة بستين سريراً

واحتوى المشفى على غرفتي عمليات اسعافية وغرفة عمليات صغرى وأربع غرف عمليات عقيمة مزودة بغرفتي عناية مشددة وغرفتي انعاش وهي مجهزة بالأجهزة الحديثة من تخدير ومجاهر وأجهزة مراقبة قلبية”

انتهى الاقتباس

اليوم يبصق ركام المشفى في وجوهنا ، نحن أبناء الفقر والقهر ، نرقص لفرحنا بالموت ، “ البيض ما بينقلى بضراط “ قالها يوماً رجل خبر المدينة التي لم يحفظها الله ، لأنها أحبت يوماً الحياة .

وعلى مقربة منه ركام اخر ، المشفى الوطني ، المشفى الذي انتمى كل من سرقه لكل شيء إلا للوطن ، الوطن الكاذب الذي كان يلون خطاباتهم ، كانوا محتارين كيف سيهربون بسوءة سرقاتهم ، فجاءتهم الثورة “ حيضاً “ طاهرا طهرهم طهورا “، كما مئات التجار ، أبناء المدينة المسروقة ، الذين “ طهروا “ البنوك ، وتطهروا في تركيا .

الفقراء لن يدخلوا الجنة ، شريعة المنطق والوقت تقول ذلك ، موت على موت على موت ، ذكر حكيم ، وأحلام مسكونة في نفق مظلم ، لو كان يحبكم لترك لكم عيادة تستر عورة المرض ، المشافي ليست للعبادة ، وإنما للرقص ، والدجل ، والحفر على الحياة .

كل ذلك يمرق في بالك وأنت تشهد ما تشهده وتسمع ما تسمعه وترى ما تراه حلب تعود ولا تعود ، ويا لخوفنا إن عدنا ولم نعد ، إن عادت ومن فيها ليسوا من فيها .

موطني موطني ، لا يسمع الإسفلت أغاني العشاق ، وتموت “ الحرة “ حين لا تأكل من ثدييها ، لتمتلك القدرة على الصراخ ، الوطن لمن يؤمن به و يحميه بقلبه ، لا لمن يغنيه ، “ ساين أوت “ .

 

رئيس التحرير عبد الله عبد الوهاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى